س: إيه العلاقة بين بكالوريوس تجارة وطباخ فى شركة يونانية وورشة تصليح تكاتك؟.. ج: أبوكريم

عملاً بمبدأ «الجمهور عايز كده»، علق محمد عبدالله العلاف، وشهرته أبوكريم العلاف، شهادته «بكالوريوس التجارة» على حائط فى منزله، وترك عمله كطباخ فى شركة يونانية فى السعودية، وعاد ليستثمر ما جمعه بعد سنوات الشقاء.. فكر كثيراً فى مجال يضمن من خلاله أمواله، واستقر على التوك توك باعتباره الحصان الرابح هذه الأيام واتجه بأمواله إليه.
فى شارع فيصل، أكثر المناطق ازدحاما بالتوك توك، ظهرت ورشة أبوكريم، التى خصصها لتصليح التوك توك وتوفير قطع غياره، بعد أن لاحظ حجم الإقبال عليه، حيث استعان بأقاربه تجار قطع غيار الموتوسيكلات فى توفير قطع غيار التوك توك له، ولجأ إلى صنايعية متخصصين من أهالى الفيوم ليعملوا معه فى ورشته.
قسم أبوكريم ورشته إلى قسمين، الأول للخدمات المستعجلة والتصليح اليومى، والثانى للعمرة وتغيير المحتويات الأساسية، ولا يقل عدد التوك توك التى تخرج يوميا من ورشته عن عشرة، وتبدأ أسعار التصليح فيها من 10 إلى 300 جنيه.
ورغم أنه كان بمقدوره العمل بمؤهله أو خبراته التى اكتسبها من سنوات الخبرة، أو باللغة اليونانية التى أتقنها، فإنه فضل ورشة التوك توك على كل هذا لاعتبارات لخصها: «أتممت 55 عاماً وهى سن كبيرة على تعلم صنعة أو شق طريق عمل جديد، وأكثر ما يلائمنى فى هذه المرحلة هو الإشراف على الورشة وتشغيلها، وهنا أستفيد من قواعد الإدارة التى تعلمتها فى الكلية، ومن سنوات الخبرة السعودية، وأعتقد أننى شخص إيجابى، لأننى فكرت فى تدوير تحويشة العمر بحيث أفيد وأستفيد، خاصة مع إيمانى الشديد بأن العمل فى حد ذاته متعة وعبادة يجب أن نواظب عليه ونسعى إليه».
لم يجلس أبوكريم، حسب تأكيده فى انتظار ما لا يجىء، ولم يندب حظه على الوظيفة الحكومية التى تخطته وذهبت إلى كثير من زملائه، ولم يتوقف كثيراً أمام مقارنة حاله بغيره، بل فكر فى توظيف طاقاته والاستفادة قدر المستطاع، وبالمرة مساعدة غيره، وهو ما يبرره: «ماحدش ينكر أن التوك توك مشكلة كبيرة جداً، وفى الوقت نفسه وسيلة نقل مهمة لكثير من المصريين، يبقى ليه مانوظفوش صح ونحل مشاكله، ونتعامل معاه باعتباره أمراً واقعاً، خصوصاً بعدما كثر فى المحافظات، والأحياء بدأت ترخصه كوسيلة انتقال داخلية.
وقت طويل استغرقه أبوكريم داخل ورشته ليسدى نصيحة إلى أحد زبائنه الذى سأله عن أسباب تهالك موتور التوك توك، فاعتدل أبوكريم وقال لسائله: «التوك توك عشان يعيش مدة أطول لازم اللى يشتغل عليه يبقى صاحبه، أصل العيال اللى بتشتغل على تكاتك مش بتاعتها بتفترى على المواتير وده حرام».