تمكن الجيش الباكستانى من إنقاذ 39 رهينة، احتجزهم متشددون من حركة «طالبان» الباكستانية، بعد تهديدات حكومية بهجوم على منطقة وزيرستان الجنوبية، مما جعل الحركة ترد بعملية «نوعية» هاجمت خلالها مقراً للجيش واحتجزت عدداً من الضباط الذين يفترض أن يقدموا الحماية لقيادة الجيش. وتختلف تلك العملية «غير المسبوقة» عن كثير من سابقاتها لأهمية المقر الذى تم اقتحامه فى المقام الأول، وأيضا لأنها تمت بطريقة مختلفة تماماً عن نمط عمليات «طالبان» حيث لم يستخدم فيها سيارات مفخخة ولا انتحاريين. وأعلن المتحدث العسكرى الباكستانى، أطهر عباس، أن كوماندوز باكستانيين اقتحموا مبنى قرب مقر الجيش فى مدينة روالبندى فجر أمس، وأطلقوا سراح 39 شخصاً كان متشددون من طالبان يحتجزونهم. وقال إن 3 من المحتجزين و2 من قوات الكوماندوز و4 مسلحين قتلوا، فيما أصيب 2 منهم واعتقلت القوات متشدداً مصاباً. وفيما هنأ قائد الجيش الباكستانى رجال الكوماندوز بنجاح العملية، أشادت وزيرة الخارجية الأمريكية بالإجراءات «المهمة جداً» التى اتخذتها السلطات الباكستانية من أجل استئصال المتطرفين. وجاءت العملية بعد سلسة من الهجمات شنها مسلحو طالبان بشكل متصاعد على مدى العامين الماضيين وهددت برد قوى فى حال هاجم الجيش الباكستانى منطقة وزيرستان الجنوبية، وبالفعل هاجمت مقر قيادة الجيش. وعلى الرغم من ذلك يبدو أن الأمور تتجه نحو مزيد من التصعيد حيث هدد وزير الداخلية، رحمن مالك، بأن «ما حدث فى بيشاور وإسلام أباد كل الطرق تؤدى إلى وزيرستان الجنوبية. لم يعد أمام الحكومة الآن خيار سوى شن هجوم». وتخوفا من هجمات جديدة تم تعزيز التدابير الأمنية فى إسلام أباد وروالبندى اللتين أصبحتا منذ أشهر أشبه بحصن. وكان قائد «طالبان -باكستان» الجديد، حكيم الله محسود، توعد بمضاعفة الهجمات على «أمريكا وباكستان» للثأر لسلفه بيت الله محسود الذى قتل فى الخامس من أغسطس فى هجوم بطائرة أمريكية دون طيار. ويأتى الحادث بعد يوم من مظاهرات عنيفة رافضة للدور الأمريكى فى المنطقة والبلاد بشكل خاص بعد الإعلان عن مشروع قانون أمريكى يربط تقديم المساعدات لباكستان بالالتزام بمكافحة الإرهاب. كان مكتب رئيس الوزراء، يوسف رضا جيلانى، أعلن مخاوفه من ذلك المشروع الذى اعتبرته المعارضة الباكستانية تهديداً للحكومة وتقويضاً لسلطتها.