رغم أن الشعار الذى رفعته الدورة الحالية لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى هو «التجريب فى المسرح السياسى»، وهو محور الندوات التى تقام على هامشه، فإن معظم العروض التى اختارتها لجان المشاهدة بعيدة تماماً عن السياسة، بعكس الدورات الماضية، فقد ركزت هذه الدورة بشكل واضح على القضايا النفسية الناتجة عن المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التى يعانى الفرد منها مع من حوله خاصة علاقته بالجنس الآخر، فيما عدا ذلك تتناول 7 مسرحيات فقط المشكلات السياسية فى الوطن العربى والعالم كله. بعض هذه المسرحيات كان مضمونها سياسياً بشكل مباشر وبعضها كان بشكل غير مباشر، وهذه المسرحيات هى: العرض اليمنى «دنيا» الذى يتناول قضية الإرهاب ويبرز مظاهر العنف والاضطهاد فى المجتمع اليمنى، والعرض العراقى «صدى» الذى يتحدث عن العراق بعد سقوط بغداد وإعدام الرئيس العراقى صدام حسين، وذلك من خلال أم وأبنائها الثمانية الذين يموت معظمهم أثناء مقاومة الاحتلال الأمريكى، والعرض القطرى «الوهم القادم»، الذى يناقش وهم السلطة الذى يصيب الإنسان فيسيطر على الآخرين وفيه إسقاط على أنظمة الحكم فى العالم العربى، والعرض البنجلاديشى «نبات الدفلى الأحمر» الذى يناقش مبدأ رفض الظلم والاضطهاد الملكى بطريقة شرعية، والعرض البرازيلى «أنا أختار» الذى يناقش حرية الإنسان فى اختيار من يحكمه دون النظر إلى سياسات أو أحكام الآخرين، والعرض الرومانى «تحت الأرض»، والذى يستعرض صعوبات الحياة أثناء الحرب العالمية الثانية من خلال امرأة حامل تبذل أقصى جهدها للبقاء على قيد الحياة، والعرض الغينى «قبيلة الطوارق»، الذى يبرز معاناة فتاة تفشل قصة حبها بسبب الحرب، ويتضمن العرض دعوة لنبذ الحروب والحياة فى سلام، والعرض الفلسطينى «بلا عنوان»، الذى يتناول قضية احتلال القدس وقصة تقسيمها إلى شرقية وغربية كما يتعرض إلى وهم الإسرائيليين بامتداد حكمهم من النيل إلى الفرات، وقد أشار المخرج إلى القدس بعجوز تروى قصتها لرجل أعمى. قصص الحب والغيرة والموت والانتقام كانت محتوى معظم بقية العروض من مختلف دول العالم، حيث ركزت على النواحى الإنسانية والعلاقات الاجتماعية التى تحكم التعاملات بينهم، ومنها العرض السورى «ظل رجل القبر» الذى يبحث فى تطوير العلاقات الإنسانية والقضاء على الأنانية، والعرض القطرى «رقصة الباليه الأخيرة» الذى يتحدث عن الخيانة الزوجية، والعرض اليمنى «اللعبة» الذى يتحدث عن الأزواج وما يدور فى العقل الباطن بينهم وبين الشيطان. ومن ضمن عروض المهرجان عرضان تناولا التراث وما يتضمنه من حكايات ألف ليلة وليلة وإسقاطها على الواقع، وهما العرض البريطانى «نبوءة فى زمن المستقبل» الذى يتناول قصة «الملك شهريار» وإعدامه لزوجاته كل ليلة، ويحكى العرض أن شهريار عندما تزوج «شهرزاد» طلب منها ذات ليلة أن تقصَّ عليه قصة يصعب تصديقها فتحكى له ما حدث فى العراق المعاصر، فلا يصدق الملك أن تلك الأحداث المروعة يمكن أن يحدث فيقرر إعدامها، والثانى «سهرة مع سعدالله ونوس» وهو عرض عمانى يصور سعد وهو مريض على فراشه، ويتم استحضار الجارية «تودد» لترمز إلى علاقة سعدالله ونوس بالتراث فى معالجاته لإعادة كتابة التاريخ فى شكل مسرحى.