صدر مؤخرا عن دار فكرة للنشر، مجموعة قصصية بعنوان «رسم قلب» للكاتب الشاب حسن الحلوجى، وتضم المجموعة عددا من القصص القصيرة للغاية، التى تقترب من الومضات أو فكرة الإفيه أو اللقطة، وهو نوع نادر من القصص يكاد يكون غير موجود على الساحة الإبداعية، يحكى حسن تجربته مع هذا الكتاب ويقول: بدأت الفكرة وأنا أسير فى الشارع أشاهد مشهدا أو تخطر على بالى فكرة فأدونها على الموبايل، إلى أن جمعت عددا كبيرا من اللقطات فكرت فى نشرها فى كتاب «قصص المجموعة» أو لقطاتها، إذا صح التعبير، تتداخل فيها الخفة مع العمق، والمأساة مع السخرية، ويحضر إفيه بشكل مكثف على مفارقة فى نهاية بعض النصوص فتحت عنوان ذهب يكتب حسن «سرق ثمن محبسها فحبس هو» وتحت عنوان أنتما يقول «انت، روحى، وأنت طالق». يعتبر الكاتب قصصه أقرب إلى إيقاع العصر ولا يخجل من أن يسميها قصص «تيك أواى»، إذ يقول «أتصور أن الكتابة يجب أن تكون مكثفة ومركزة إلى حد كبير لتتفق مع روح العصر .. ويمكننى أن أطلق على مثل هذه القصص «تيك أواى» نظرا لتشابهها مع الوجبات السريعة التى تنتشر بل تسود حياتنا اليومية». يبدو أن أدب الموبايل الذى يكتبه حسن ليس جديدا، بل منتشر فى الغرب بشكل كبير، إذ يقول «حكيت لأحد أصدقائى عن طريقة تدوينى لهذه النصوص على جهازى المحمول قبل تفريغها وتحويلها إلى كتاب، فقال لى إن هذا النوع من الأدب منتشر جدا فى أوروبا وأمريكا حتى إن بعض الكتاب يدونون روايات كاملة أو فصولاً من رواياتهم على أجهزتهم المحمولة، ثم يفرغونها فيما بعد». ومثلما يستخدم الموبايل كوسيلة للكتابة وتسجيل الأفكار نجده حاضرا أيضا فى متن القصص، مثل «سرسوب الضوء الشاحب من موبايله ينقذه من عثرات السلم الضيق المظلم» وفى مكان آخر يقول تحت عنوان صلاحية «يستعلم دائما عن رصيده لدى أحبائه، كى لا يفاجأ بانقطاع الخدمة لحظة ضغط نفسى، فتشفع له مودته حين يمنحونه صلاحية مدى الحياة». يأتى أسلوب «رسم قلب» مازجا بين الصور الشعرية الكامنة فى العديد من دواوين قصيدة النثر، والحس السردى المميز للقصة القصيرة، وهى المجموعة الثانية للكاتب بعد مجموعة نشرها سابقا فى إطار مشروع للنشر الجماعى كانت بعنوان «صور قديمة». وإلى جانب الكتابة لديه عدد من المعارض الفنية التى شارك فيها بأعماله الفوتوغرافية، كما أنه هو الذى صمم غلاف الكتاب بالشكل الذى وجده ملائما للجو النفسى للمجموعة.