هل هانت مصر إلى الدرجة التى تستخدم فيها كأداة تسول ووسيلة شحاتة فى دول الخليج؟!، هل تحولت مصر فى عيون أبنائها إلى زيطة صانع العاهات فى رواية نجيب محفوظ، الذى كان يستجدى عطف الناس بصناعة متسولين هاند ميد منهم الأعور والمكسح والأجدع - من الأنف المجدوع - وليس من الجدعنة!، وإلا فليجبنى أحد، كيف يوضع إعلان ضخم فى فندق خليجى وبجانبه صندوق للتبرعات ومكتوب على اللافتة تبرعوا من أجل أطفال الشوارع فى مصر؟!، الحكاية محزنة ومخجلة وتفاصيلها مأساة بمعنى الكلمة. وصلنى من الصديق د.عماد صبحى استشارى علاج السمنة مجموعة من الصور المخجلة، التى التقطها أثناء زيارته الأخيرة لأبوظبى كضيف على برنامج خطوة، عومل د. عماد معاملة كريمة وقوبل باحترام وتقدير شديدين، فشعر بالفخر كمصرى تحتاج إلى علمه القنوات الفضائية الخليجية وتستضيفه معززاً مكرماً فى بلادها، ولكن هذا الفخر لم يدم طويلاً، وهذا الإحساس بالكرامة الوطنية والعزة المصرية تبخر بمجرد دخوله إلى فندق شيراتون الخالدية، فقد وجد أمامه وفى المدخل وفى مكان مميز واضح إعلاناً ضخماً بارتفاع الحائط، ساعدوا أطفال الشوارع فى مصر!، ضع تبرعك فى الصندوق، وبالطبع يقبع الصندوق الزجاجى الفضيحة على ترابيزة الفندق الأنيقة مليئاً ومحشواً بالدراهم والريالات والدولارات المبللة بدموع أبناء الخليج، الذين يتصعبون على مصر ويمصمصون شفاههم على الحال المزرى الذى وصلت إليه أم الدنيا أو بالأصح أم أطفال الشوارع!! الصور التى أرفقتها مع المقال فضيحة تعلن عن مصر المستباحة لكل من هب ودب من المتاجرين بشرف الوطن على قارعة الطريق، والسؤال ماهى الهيئة التى سمحت لنفسها أن تعلن بهذا الشكل السافل عن مصر؟، وهل كان هذا الفندق سيسمح لنفسه بالإعلان عن التبرع لصالح الشيعة فى السعودية مثلاً؟، أو لصالح فقراء اليمن أو حتى بنجلاديش؟، هل كان سيسمح بوضع إعلان فى مدخله لجمع التبرعات والتوقيعات لصالح أهل البدون من أبناء الكويت التى تحرمهم من جنسيتها؟، هل سماحة ورحابة صدر مالكى فندق شيراتون أبو ظبى كانت ستتسع لأبناء شوارع تونس والجزائر أو السودان أو حتى الصومال؟!، إشمعنى أبناء الشوارع فى مصر هم الذين يفتحون شهية أهل الخير من قاطنى فنادق السبع نجوم فى بلاد الجاز؟!، ولماذا دائماً الأخت الكبرى هى التى ترضى بصورة المتسولة مدمنة الشحاذة التى يأكل أبناء شوارعها من قمامة مخلفات طعام الخلايجه؟ صور مستفزة نضعها لعشاق هذا الوطن، وأيضاً لمن هبطوا بالوطن إلى هوة هذا المصير الأسود، حيث تحول إلى مجرد صورة ليد ممدودة وفم جائع.