لقد تألمت جداً بعد قراءتى رسالة الدكتور نصار عبدالله، المنشورة فى «السكوت ممنوع» فى ذكرى رحيل الرئيس جمال عبدالناصر، ومع احترامى الكامل لجميع الآراء الحرة التى تنشر فى هذا الباب، ولكنى أرفض التطاول على رجل فى قامة الزعيم أنور السادات، الذى أعتقد أنه لن يجود الزمان بمثله مطلقاً، فهو سابق لعصره، وكان فكره مستنيراً يرفض الظلم ويعشق الحرية، وسوف أختصر مواقف السادات فى موقفين فقط، وليس فى كلمتين كما أشار الدكتور نصار، الموقف الأول: هو إفراجه عن المعتقلين والمساجين السياسيين، الذين كانت تكتظ بهم سجون عبدالناصر، كما أنه أعاد القضاة إلى وظائفهم، الذين فصلوا فى مذبحة القضاة الشهيرة، وكان على رأسهم المستشار ممتاز نصار عم الدكتور نصار، الذى تزعم المعارضة فى مجلس الشعب بعد ذلك.. أما الموقف الثانى فيتجسد فى معاملة السادات للعلماء فها هو يحضر فضيلة الشيخ متولى الشعراوى من السعودية ويضعه فى المكان اللائق به وبعلمه، فيقوم هذا العالم الجليل بعملية تجديد للدين غذى بها كل العقول فأنارها، بينما قام عبدالناصر بإعدام المفكر الإسلامى القدير الأستاذ سيد قطب بطريقة بربرية وهمجية يندر أن تحدث فى أكثر بلاد العالم تخلفاً!.. ولن أقلب المواجع فأذكركم بالرئيس محمد نجيب وجزاء سنمار، الذى ناله من عبدالناصر لموقفه البطولى من الثورة وتحمله قيادتها.. وأيضاً ما تم لباقى المجموعة أمثال يوسف صديق البطل الحقيقى للثورة، وخالد محيى الدين وعبدالمنعم عبدالرؤوف وصلاح وجمال سالم وجمال حماد وغيرهم!! أما أن يكون السادات بطل الحرب والسلام فهذه الحقيقة ساطعة كالشمس فى كبد السماء، وأما أنه قال إن 99٪ من أوراق اللعبة بيد أمريكا فإننى أزيد على ذلك، وأقول إن 100٪ من أوراق اللعبة فى يد أمريكا، بدليل ما يحدث فى العراق وأفغانستان وفلسطين وكل بقاع الأرض حتى داخل قاعة اليونسكو مؤخراً! وأما ما تزعمه يا دكتور نصار من أن السادات أهدر جزءاً كبيراً من أموال الدعم العربى، ولم يستخدمها فى تحقيق تنمية شاملة تفتح أبواب الرزق للملايين، فهذه أكبر نكتة سمعتها هذا العام، فيكفى للسادات فخراً أنه استطاع أن يقوم بتعمير خمس محافظات، وهى بورسعيد والسويس والإسماعيلية وجنوب وشمال سيناء، وذلك بعد تحرير سيناء من الدنس الإسرائيلى، وفتح قناة السويس للملاحة، وعودة جميع الأهالى المهجرين من هذه المحافظات الخمس، مما ساهم فى خلق ملايين فرص العمل مع إحداث نهضة كبرى فى هذه المحافظات بلا جدال.. بالإضافة لتعمير الساحل الشمالى والغردقة وشرم الشيخ على البحر الأحمر، وطريق الإسكندريةالقاهرة الصحراوى، ومدن السادات والعاشر من رمضان و6 أكتوبر، وأما عن هيبة القانون، التى تتهم السادات بإضاعتها فأحيلكم إلى موقف عبدالناصر من الفقيه السنهورى الذى اعتدى عليه رجال ناصر بالحذاء.. حتى العمال البسطاء لم تسلم تجمعاتهم من أذى عبدالناصر فها هما البقرى وخميس يعدمان جهاراً نهاراً بلا ذنب ولا جريرة.. ألم أقل لكم إن القانون كان غائباً تماماً فى العهد الناصرى!! الإخوة القراء.. دعونى أسأل: من هو الرئيس الذى خطط لحرب 1973، وقاد حملة الخداع الاستراتيجى والتمويه؟ من هو الرئيس الذى مد جسور المحبة والتعاون مع الملوك والرؤساء العرب وجعلهم يستخدمون سلاح البترول لأول مرة فى تاريخ الحرب مع إسرائيل؟ من هو الرئيس الجسور، الذى سبق عصره وكسر حاجز الرهبة والخوف وذهب إلى القدس داعياً إلى السلام العادل فى شموخ واعتزاز أبهر العالم أجمع؟.. ختاماً أبعث للجميع بتحياتى وتقديرى وسلامى عبر جريدة «المصرى اليوم». د.عز الدولة الشرقاوى - سوهاج