بدأت القاهرة تحركات مكثفة لمحاولة إيجاد حلول لعدد من الملفات الإقليمية، على رأسها الوضع فى الصومال ومنطقة القرن الأفريقى والأوضاع التى يشهدها اليمن وأخيراً الملف الفلسطينى. ويقوم أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية والوزير عمر سليمان بجولة مكوكية بدأت، أمس الأول، بزيارة للعاصمة الإريترية أسمرة، حيث التقيا الرئيس الإريترى أسياس أفورقى، وتوجها بعد اللقاء إلى العاصمة اليمنية صنعاء للقاء الرئيس اليمنى على عبدالله، وتنتهى جولتهما اليوم بزيارة للعاصمة الأردنية عمان للقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن. وسلم أبوالغيط وسليمان أمس رسالة موجهة من الرئيس مبارك لنظيره اليمنى على عبدالله صالح. وقال السفير محمد مرسى، سفير مصر لدى اليمن، لوكالة أنباء الشرق الأوسط: «الرسالة تناولت التأكيد على دعم مصر لليمن، وتأتى فى إطار التنسيق والتشاور بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك». وأضاف: «إن وزير الخارجية أكد أيضاً خلال اللقاء دعم مصر لليمن فى مواجهة تحديات المرحلة الحالية». وكان أبوالغيط بحث، خلال لقائه أمس نظيره اليمنى الدكتور أبوبكر عبدالله القربى، العلاقات الثنائية ومجالات التعاون بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. من جانبه قال مصدر دبلوماسى يمنى بالقاهرة ل«المصرى اليوم»: «هناك مبادرة عربية تقودها مصر والجامعة العربية لوقف الحرب فى اليمن، مشيراً إلى أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى سيصل إلى صنعاء غداً للتشاور حول هذه المبادرة مع المسؤولين اليمنيين. وأوضح المصدر أن المبادرة التى يحملها موسى تستند على الوقف الكامل لجميع العمليات العسكرية، ثم البدء فى حوار وطنى بمشاركة جميع القوى اليمنية، وفى حضور أطراف عربية محايدة تحت مظلة الجامعة العربية. من جهته قال مصدر دبلوماسى أفريقى فى القاهرة ل«المصرى اليوم»: «إن المباحثات التى أجراها أبوالغيط والوزير عمر سليمان فى أسمرة مع الرئيس الإريترى أسياس أفورقى والمسؤولين الإريتريين تركزت حول الأوضاع فى منطقة القرن الأفريقى وتنسيق الجهود المصرية الإريترية لمحاولة إيجاد حلول مناسبة للأزمة فى الصومال، وما يرتبط بها من قضايا القرصنة، وتواجد الأساطيل الحربية الأجنبية فى غرب خليج عدن ومدخل البحر الأحمر». وأشار المصدر إلى أن إريتريا كانت لها المبادرة، حيث أرسل الرئيس الإريترى أسياس أفورقى برسالة إلى الرئيس مبارك مؤخراً تحتوى على وجهة النظر الإريترية لكيفية التعامل مع الأحداث فى القرن الأفريقى وكيفية حل الأزمة فى الصومال بشكل يرضى جميع الصوماليين، لافتاً إلى أن مصر تجاوبت مع هذا الأمر. وأكد المصدر أن الجهات المعنية فى إريتريا رحبت بشكل كبير بالزيارة التى قام بها أبوالغيط وسليمان لأسمرة، مشيراً إلى أن إريتريا لديها الاستعداد الكامل للتعاون مع مصر لإيجاد حلول لقضايا القرن الأفريقى بشكل سلمى من خلال الحوار وبمعاونة القوى الإقليمية. وقال المصدر: إن إريتريا تعتبر قضية الصومال أم القضايا وهى التى جلبت كل هذه الأساطيل الحربية الغربية للمنطقة. وألمح المصدر إلى احتمالية أن تتبلور الاتصالات المصرية الإريترية حول الصومال إلى مبادرة مشتركة لحل الأزمة هناك.