لعل ما يخدم قضية الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين وهم أبناء البلد الواحد مصر الحبيبة ذات الحضارة التليدة، بل منبع الحضارات وملتقى الديانات أن يتبينوا الأمور التى تجمع بينهم روحياً وعقائدياً، مما يدعم المحبة بينهم ويجعل منهم أمة لا تدحر، صلبة لا تقهر. لا شك أن المسيحية والإسلام يدعوان إلى عبادة الله الواحد، الذى ليس كمثله شىء، وهو الأول والآخر.. وأنهما يأمران بالخير والمعروف، وينهيان عن الفحشاء والمنكر والبغى والإثم والعدوان.. إن الإسلام والمسيحية يأمران بإكرام الوالدين، ويناديان بأن نعبد الله ولا نشرك به شيئاً وبالوالدين إحساناً.. يدعو دين المسيح ودين محمد بالنهى عن القتل، والزنى، والسرقة، والكذب، وشهادة الزور، وألا يجعل المؤمنون الله عرضة لأيمانهم. ألا نرى أن الدين الإسلامى والدين المسيحى يأمران المؤمنين بأن يركعوا ويسجدوا ويعبدوا ربهم، وأن يفعلوا الخير وأن يقضوا بالحق، وإذا حكموا بين الناس أن يحكموا بالعدل؟ ألا يتفق الدين الإسلامى مع الدين المسيحى على أن متاع الدنيا قليل، والآخرة خير وأبقى لمن اتقى؟ فى كل أولئك يلتقى المسملون والمسيحيون يؤمنون بالله واليوم الآخر يدعون للخير ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويقيمون الصلاة، ويرجون الله واليوم الآخر. والمعروف أن الإسلام دين توحيد فلا إله إلا الله.. إله واحد.. كذلك المسيحية دين توحيد.. فقانون الإيمان الذى يردده جميع المسيحيين فى صلواتهم الخاصة والعامة ويتلونه فى قداستهم، وكل خدمة دينية، وفى الصلوات باكراً ونهاراً وعشية، ويرنمونه ترنيماً منذ القدم، واليوم وإلى الأبد يقولون فى مطلعه «بالحقيقة نؤمن بإله واحد». إن المسلمين مطالبون بالإيمان بكل الرسل والأنبياء لا يفرقون بين أحدهم ولا يكتمل إيمانهم إلا بذلك والمسيحية تؤمن بأن «الله محبة».. فلماذا يتصاعد هذا البخار الخانق لمحبتنا؟!! سامح لطفى هابيل المحامى بالنقض