د. نبيل لوقا بباوي أحب مسيحيته، وبهذا الحب أحب مصر وأهلها جميعا، ومن موقع المحب أطلق صيحته: من أجل خلق ثقافة المواطنة. كتاب "الإسلام والتعايش السلمي مع الديانات الأخري" جاء في موعده، إذ يمثل مبادرة من قبطي مخلص لعقيدته، لكنه يسعي بحماس لاستحضار أرضية مشتركة بين أصحاب الديانات جميعا، لإشاعة روح التسامح بين كل البشر كهدف نهائي للشركاء، علي كوكب الأرض. د. بباوي في كتابه يوجه دعوته إلي كل المصريين بالحوار باسلوب حضاري مع أشقاء الوطن، بالصداقة والمحبة لان المحبة بينهم هي طوق النجاة للأمة المصرية ولعل هذه الدعوة لا تستند فقط إلي المشاعر الطيبة، ولكن من أرضية علمية، إذ ان اطروحة الدكتوراه لبباوي كان موضوعها الشريعة الإسلامية. يؤكد المؤلف علي ان التعايش السلمي بين الإسلام والديانات الأخري لم تنشئه اجتهادات فقهية بل قررته نصوص القرآن والسنة النبوية، إذ انه مستمد من العقيدة الإسلامية ذاتها، من ثم فان مشروعية التعايش لا تضع خيارا آخر أمام المسلمين وهو الأمر القائم علي مدي اربعة عشر قرنا من الزمان. الكتاب في المحصلة الأخيرة مبادرة جادة لخلق ثقافة المحبة والمواطنة والوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين كثقافة عامة تسود بين المصريين، استثمارا لدعوة الإسلام للوسطية والاعتدال، وتميزه بحرية العقيدة ويشدد بباوي ان دعوته تأتي في مواجهة افتراءات المستشرقين علي الإسلام والمسيحية علي السواء لتكشفها وتفند أكاذيبها.