قد يكون ضرورة أن يبتعد الناس عن الاغتراب الزمانى والاغتراب المكانى لأن الناس يمتلكون فلسفة حياتية، تؤهلهم لتجاوز الروايات والأساطير التى لم تعد بمفيدة فى واقع الحياة. ويبدو أن من أضر بالمجتمعات هم أصحاب الشلل الذين يجرون وراء امتداد اللامعقول من الحكايات والأساطير.. ولذلك كان لابد من تنقية التراث من غير أصحاب المؤسسات، لأن من ينتسبون إلى المؤسسات ألفوا ما جاءهم من المذاهب.. قال تعالى فى سورة الزخرف: «وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فىِ قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ». وقال تعالى فى سورة الأعراف «وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا (28) قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ». وقال تعالى فى سورة المائدة: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا». والآيات فى هذا الموضوع كثيرة، ولكن الذين ألفوا ما فيها الأساطير يغفلون عما فى الآيات من عقلانية، ودعوة إلى التغيير والتجديد.. قال تعالى فى سورة الفرقان: «وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا». أى لم يستقبلوا آيات الله ومبادئ الدين استقبال التابع المقلد والجاهل المتحجر. إن المذاهب الإرهابية ما تكونت إلا فى مؤسسات تأثرت بالنوصية والمذاهب الباطنية التى كان لها أثر كبير فى تضارب الفتاوى وتبديع الناس، وتمزيق المجتمع.. لذلك ينبغى على المجتمع أن يرشح من هو أهل لتصحيح المفاهيم وتنقيتها من الأساطير، ومما لا يعقل، مما تسبب فى تعطيل المجتمع عن العمل والإنتاج ولعل أخطر ما استهدفته المذاهب الإرهابية هو صرف المجتمع عن العمل، وبناء الشخصية الإنسانية! د. أحمد عبدالرحيم السايح أستاذ العقيدة - الفسلفة فى جامعات الأزهر وقطر وأم القرى