بأى حال عُدت يا عيد؟! لقد ارتبط عيد العمال منذ عقود بعبارة صارت أثراً بعد عين، وصارت من التراث الشعبى تلك العبارة هى «المنحة ياريس»! وحتى نتخلص من المنحة وأعبائها تخلصنا من المصانع ومن العمال وقرفهم.. نَخَرَ سوس الخصخصة فى عظام مَكَن المصانع، فخرّت الماكينات كما الجسد الذى أتى عليه الفشل الكلوى، والالتهاب الكبدى اللعين، حتى صارت بعض القلاع الصناعية كما البثور الطافحة على جسد هزيل، يسعد المحيطين اختفاؤها واحدة تلو الأخرى.. لقد كان العامل والفلاح يمثلان العمود الفقرى للأوطان، وطبقتها الوسطى هى رمانة الميزان، لم تعد هناك حاجة للرمانة لأنه لم يعد هناك ميزان!! لقد كنت واحداً ممن يعشقون الأفراح، واليوم صرت أكرهها لأنها تقودنى إلى قاعة ليلتى والقاعة الملكية بمصنع غزل سوهاج حيث تقام فيهما الأفراح.. وتقريباً لم يتبق من قلعة مصنع الغزل بسوهاج إلا مساحة ربما هى فى مساحة القاعتين اللتين نسعد فيهما بالعنب العنب، وباحبك ياحمار، والنهارده فرحى ياجدعان!! وصارت الأذن تنكر صوت المَكَن الداير والذى صار نشازاً ومن ملوثات البيئة كثيرون هم مَنْ ألقت بهم مكنسة الخصخصة على أرصفة البطالة وهم فى وهج العطاء، أياد عشقت الماكينات فجاءت الخصخصة لتقول لهم «أبوكم السقا مات» موتوا بغيظكم ياولاد ال(.....) أقصد «ياولاد المَكَن»!! فتحى الصومعى سوهاج