وقعت اشتباكات عنيفة فى منطقتى التبانة وجبل المحسن داخل أحياء مدينة طرابلس شمال بيروت بين مسلحين من أنصار تيار المستقبل وآخرين من أنصار المعارضة، بحسب ما أعلنت مصادر أمنية لبنانية أمس الأول. وأشارت المصادر إلى أن الجيش اللبنانى يعمل على إعادة الهدوء إلى المدينة التى تشكل نقطة الثقل للطائفتين السنية والعلوية فى شمال البلاد. وأكدت مصادر طبية وقوع إصابات فى الاشتباكات، دون أن تحدد عددها وماهيتها. وفى غضون ذلك، ذكرت صحيفة «السياسة» الكويتية أمس «الأربعاء» أنها علمت من مصادر أمنية لبنانية أنها تواصل كشف شبكات التجسس الإسرائيلية الواحدة تلو الأخرى وأن ذلك يعود إلى أن الرأس الكبير للموساد فى لبنان العميد أديب العلم انكشف للقوى الأمنية. وأضافت المصادر أن الكشف عن العلم جاء بعد رصد اتصالاته الدولية مع إحدى الدول الأفريقية والتى يتم تحويلها من هناك إلى الشبكة الخلوية فى إسرائيل. وأكدت المصادر أن عدد الشبكات المفككة حتى الآن بلغ 35 شبكة وقد تم توقيف معظم أفرادها. جاء ذلك فيما سلمت إسرائيل قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) العاملة فى جنوب لبنان خرائط القنابل العنقودية والألغام التى خلفتها وراءها بعد انسحابها من جنوب لبنان صيف 2006، وفقاً لما جاء ببيان صادر عن المكتب الإعلامى لرئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة. وتلقى السنيورة مساء أمس الأول اتصالا هاتفيا من قائد قوات الطوارئ الدولية فى لبنان الجنرال كلاوديو جراتسيانو، أبلغه فيه أن الجانب الإسرائيلى سلم قيادة قوات الطوارئ المواقع التى نشرت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلى القنابل العنقودية فى الأراضى اللبنانية قبل انسحابها منه إثر عدوان 2006، حيث ينص قرار مجلس الأمن الدولى 1701 الذى بموجبه توقفت العمليات الحربية بين إسرائيل وحزب الله، على أن تسلم الدولة العبرية هذه الخرائط. واعتبر السنيورة «أن الخطوة الإسرائيلية هى من باب تنفيذ القرار الذى ماطلت إسرائيل فى تنفيذه»، مشيراً إلى أن قيادة الجيش اللبنانى التى ستتسلم من قيادة قوات الطوارئ الدولية هذه الخرائط ستعمد إلى التأكد من صحتها. وكان الجيش الإسرائيلى ألقى مئات الآلاف من القنابل فوق جنوب لبنان خلال حربه التى استمرت 33 يوما. وأدى انفجار هذه الألغام منذ انتهاء الحرب إلى وقوع أكثر من 268 إصابة بين قتيل وجريح.