كشف النائب المستقل مصطفى بكرى أمام مجلس الشعب أمس عن دخول شحنة من القمح الروسى الفاسد من ميناء سفاجا وتخزينها فى صوامع محافظات قنا وأسيوط وأسوان، تمهيداً لتوزيعها على المخابز لإنتاجها، رغم اعتراض الحجر الزراعى بالميناء على الإفراج عن الشحنة. واعترف الدكتور مفيد شهاب، وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية، باحتواء الشحنة على حشرات ميتة وبذور سامة وحشائش خبيثة أعلى من المعدل المسموح به عالمياً وفقاً لما ورد فى تقرير الحجر الزراعى الذى أوصى بغربلة الشحنة وإعدام المخلفات، مع فحص العينات مرة أخرى بعد الغربلة. أضاف شهاب أن لجنة التظلمات التابعة للهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات وافقت على طلب الهيئة العامة للسلع التموينية غربلة الشحنة فى أماكن تخزينها بالصوامع، تحت إشراف الحجر الزراعى. وعرض مصطفى بكرى كميات من القمح المستورد الفاسد مدللاً على تسرب الشحنة من الصوامع، ما دفع الدكتور فتحى سرور، رئيس المجلس إلى طرح عدد من الأسئلة على الحكومة، ولم يتلق إجابة سواء من الدكتور مفيد شهاب أو المهندس أمين أباظة، وزير الزراعة، الذى حضر الجلسة. تساءل سرور: هل تتبع الحكومة أسلوب المعالجة مع كل الشحنات الغذائية المستوردة غير المطابقة للمواصفات؟، وهل الحكومة مضطرة لذلك؟ ومتى يتم اتخاذ القرار برد الشحنة للخارج؟ ومن المستورد الذى جاء بهذه الشحنة لحساب هيئة السلع التموينية، وعلى نفقة من تتم معالجة هذه الشحنة؟ ولم يستطع وزير الزراعة إقناع النواب بعدم خطورة الحشائش السامة على صحة الإنسان، وصلاحية القمح للاستخدام الآدمى بعد الغربلة. واحتج نواب دوائر الصعيد على ردود الحكومة، خاصة أن الشحنة تم توجيهها لمحافظاتهم، وقال نائب سوهاج حازم حمادى إن الحكومة تتعامل مع الصعايدة وكأنهم حيوانات، وقال النائب أحمد أبوحجى إنه يتمسك بما قال من قبل عن وجود فاسدين فى بعض الجهات الحكومية، وطالب بتشكيل لجنة برلمانية لتقصى الحقائق حول الموضوع، ليثبت مجلس الشعب أنه كيان مستقل عن الحكومة، ولن يسمح للفساد بالتسلل، وأضاف: كلنا يعلم من هو المستورد ومستوى علاقاته ببعض المسؤولين. وثار نائب الإخوان قائلاً: لن يسامحكم الله على ما تفعلونه فى هذا البلد. وأعرب النائب كمال الشاذلى عن دهشته من اختلاف تقريرى الوزيرين الدكتور مفيد شهاب، والمهندس أمين أباظة أمام البرلمان.. وطالب بإعطاء الأولوية لشراء القمح المحلى من المزارعين بدلاً من استيراد القمح الفاسد من الخارج. وطالب عدد من النواب بإعدام شحنة القمح فوراً دون إبطاء، حرصاً على صحة المصريين، وفى نهاية المناقشة قرر المجلس تكليف لجنة الزراعة بالمجلس بزيارة صوامع الغلال التى تم نقل الشحنة إليها لبيان مدى صلاحيتها للاستهلاك الآدمى. فيما رفض الدكتور سرور طلب بعض النواب تشكيل لجنة لتقصى الحقائق، قائلاً إن الموضوع لا يستحق أكثر من زيارة ميدانية. من جانبه، نفى المهندس عطية أبوالمجد، وكيل وزارة التضامن الاجتماعى، أن تكون الشحنة مسرطنة، لافتاً إلى أنها تحتوى على بذور حشائش غريبة، وقال ل«المصرى اليوم» إن الصحة والحجر الزراعى بالمحافظة أخذا عينات من هذه الحشائش والأقماح لتحليلها. وأكد المهندس سعد سليمان، مدير صوامع تخزين القمح بسفاجا، أن جميع شحنات القمح المستورد من الخارج يتم أخذ عينات منها للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستخدام الآدمى وخلوها من أى شوائب أو حشرات عن طريق لجنة ثلاثية مكونة من الحجر الصحى والزراعى وهيئة الرقابة على الصادرات والأغذية. وأضاف أن جميع شحنات القمح المستورد تكون تحت التحفظ داخل الصوامع لحين ورود تقرير اللجنة الثلاثية بالموافقة على توزيعها على شركات المطاحن، وأوضح أن هناك عمليات غربلة للقمح تتم قبل عمليات التخزين وإرسال عينات من الشوائب للحجر الصحى لإعدامها. ونفى استقبال شحنات قمح فاسدة، لافتاً إلى أن الشحنة الأخيرة وافق عليها الحجر الصحى دون اعتراض، وأكد صلاحيتها، وقال إن تكدس الشاحنات أمام صوامع قنا سببه استقبال المطاحن لكميات كبيرة من القمح المحلى. وأشار إلى أن ميناء سفاجا البحرى استقبل أمس مركباً محملاً ب43 طن قمح روسى، وهى تحت التحفظ لحين التأكد من صلاحيتها وسلامتها من أى شوائب.
