لم يستبعد د. سعد الدين إبراهيم، مدير مركز «ابن خلدون» للدراسات الإنمائية، أن تعمد الإدارة الأمريكية الحالية للرئيس باراك أوباما إلى تأجيل ملف حقوق الإنسان فى مصر والشرق الأوسط لصالح قضايا أخرى أكبر وأهم، على رأسها إيجاد حل للمسألة الإيرانية من خلال تحريك الملف الفلسطينى وحسمه بحلول نهائية ترضى جميع الأطراف الفلسطينية والعربية من جهة، والإسرائيلية من جهة أخرى. وقال إبراهيم، فى تعليقه على إعلان البيت الأبيض اعتزام أوباما زيارة القاهرة فى 4 يونيو المقبل، إن واشنطن تحتاج إلى مصر لحل مسألة غزة، لأن أوباما يدرك أنها مدخل رئيسى لحل الملف الإيرانى، لأنهم حريصون على حسمه، كما أن مصر بدورها تبدى استعدادها لتقديم هذه الخدمات بالتنسيق والتعاون مع الإدارة الأمريكيةالجديدة، وأضاف أن زيارة أوباما للقاهرة هدفها الرئيسى هو حل القضية الفلسطينية، وهو ما يكشف عنه ترتيب الزيارات المعلن عنها لأوباما على مدار الشهر الحالى، والتى تبدأ باستقباله رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ثم الرئيس حسنى مبارك، ثم الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن)، قبل توجه أوباما بنفسه إلى القاهرة أوائل الشهر المقبل. وأضاف د. سعد أن معطيات الأمور الحالية تدل على أن الملف الفلسطينى سيشهد تحركا إيجابيا فى المرحلة المقبلة، من قبل الإدارة الأمريكية، وأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلى سيعود ليحتل الأولوية، خاصة اختيار أوباما لجورج ميتشل، مبعوثا خاصا للسلام فى منطقة الشرق الأوسط، وهو صاحب الدور المحورى فى حل النزاع السياسى فى أيرلندا الشمالية. وأشار مدير مركز «ابن خلدون»، الملاحق جنائيا والمقيم حاليا بالولايات المتحدةالأمريكية، إلى أن الحديث عن هذه الزيارة كان محل جذب وشد منذ فترة، وكان معلقا بتحقيق مطلبين، كما ورد فى مقال صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، التى نشرت فى 16 فبراير الماضى، موضحا أن أولهما تحقق بالإفراج عن المعارض أيمن نور بعد يومين من نشر المقال، فى حين لم يتحقق ثانيهما بعد، وهو إغلاق ملف ملاحقته الجنائية. وأشار إبراهيم فى هذا الصدد إلى أنه ليس لديه أى توقعات محددة بشأن جلسة الاستئناف الخاصة بقضيته المقررة فى 25 مايو الجارى، قائلا: «جايز يصدر قرار يغلق هذا الملف، أتمنى ذلك، ولكن الله أعلم»، وأضاف أن كل ما يبلغه به مستشارو أوباما دائما هو أن قضيته تطرح باستمرار فى كل مناقشاتهم مع الجانب المصرى، مؤكدا أنه ليس لديه أى «معلومات» عما تعتزم الإدارة المصرية عمله فى هذا الشأن من هنا وحتى الموعد الذى تم تحديده لزيارة الرئيس الأمريكى. وردا على سؤال حول تقييمه للموقف الأمريكى الحالى منه إذا ما تجاهلت إدارة أوباما المطلب الثانى المتعلق به، قال د. سعد إنه «لو ذهب أوباما دون حسم موضوعى، فسيعنى ذلك أن واشنطن قررت إرجاء التركيز على قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية فى الوقت الحاضر، لحين حسم المسائل الأخرى الأكثر أهمية، وليس معنى ذلك التغاضى عنها كليا»، وأردف قائلا: «أتمنى أن تحل هذه القضايا الكبرى أولا، لأنها أهم وأكثر إلحاحا، ولها الأولوية فى منطقة الشرق الأوسط بأكمله عن قضايا الديمقراطية والحريات، ومن ثم فلا يهمنى أن تحل مشكلتى المرتبطة بالحريات الآن»، وأضاف: «لقد صبرت سنوات طويلة، فلن يضيرنى أن أنتظر مزيدا من الوقت».