استبعد «تقرير واشنطن» الأمريكى مناقشة قضية خلافة الحكم فى مصر خلال زيارة الرئيس مبارك الحالية للولايات المتحدة، التى بدأت رسمياً أمس، مؤكداً أن التركيز خلال الزيارة سيكون أكثر على الملفات الإقليمية، مع «إهمال» العديد من الملفات المحلية الأخرى، مثل دعم الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وقال التقرير فى عدده الصادر أمس الأول، إن قضية الخلافة فى مصر لن تكون محوراً فى المباحثات الأمريكية - المصرية، موضحاً أن ما يهم الإدارة الأمريكية هو الحفاظ على مصالحها مع النظام المصرى. وأضاف التقرير أن الإدارة الأمريكية تقدم القضايا الإقليمية على ما عداها من قضايا محلية فى ظل ازدحام أجندتها وانخراطها فى العديد من الملفات الإقليمية بداية من الصراع العربى - الإسرائيلى، والوضع الفلسطينى داخلياً، وصولاً إلى الملفين العراقى والإيرانى. ونبه التقرير إلى أن تحسن العلاقات بين القاهرةوواشنطن «محكوم بتوازنات القوى الأمريكية»، لافتاً إلى أنه قد يشوبها من حين لآخر بعض حالات التوتر، نظراً لأن الولاياتالمتحدة دولة مؤسسات، وأن صناعة القرار الأمريكى تتسم بالتعقيد والتشابك لتداخل العديد من المؤسسات والأجهزة والوكالات، لاسيما الكونجرس، مشيراً إلى أن مصر فقدت الكثير من مؤيديها فيه. وأكد التقرير أن واشنطنوالقاهرة صارتا على «وشك التقارب» مع تولى إدارة جديدة زمام الأمور، موضحاً أن هذا التقارب بدأته مصر بالإفراج عن أيمن نور، مؤسس حزب الغد، وإسقاط التهم عن الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية. وتساءل التقرير عما تريده المنظمات اليهودية من مبارك، مشيراً إلى أن المنظمات والمراكز البحثية اليهودية فى واشنطن اتجهت - على اختلاف توجهاتها حيال عملية السلام ودعم حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية - لإعداد مقترحاتها لتعزيز العلاقات الأمريكية - المصرية وطرحها للنقاش العام. وتوقع التقرير ألا تتعدى ضغوط المنظمات اليهودية تنظيم الحملات الإعلامية للتأثير فى المباحثات، أو إعداد قائمة بمقترحات يوقع عليها أعضاء الكونجرس المرتبطون بتلك المنظمات، ورفعها كتوصية إلى الرئيس باراك أوباما لطرحها على الرئيس مبارك. وقال التقرير إن جهود الرئيس مبارك لدفع عملية السلام «وجدت صدى إيجابياً» لدى يهود الولاياتالمتحدة، مستنداً إلى نتائج استطلاع الرأى الذى أجرته الرابطة اليهودية لمناهضة التشهير فى أبريل الماضى، وأوضحت أن سياسات الرئيس مبارك تحظى بتأييد 42٪ ممن شملهم الاستطلاع، مقابل اعتراض حوالى 29٪، مقارنة بالرئيس الفلسطينى محمود عباس. وأضاف التقرير أن قضية تهريب الأسلحة عبر سيناء إلى قطاع غزة جاءت على قمة القضايا التى أولتها المنظمات اليهودية بالولاياتالمتحدة اهتماماً كبيراً، فيما جاء التطبيع العربى مع إسرائيل فى المرتبة الثانية فى قائمة القضايا التى يجب تناولها أثناء الزيارة، موضحاً أن 71 عضواً فى مجلس الشيوخ وجهوا خطاباً إلى أوباما فى 10 أغسطس الجارى، طالبوا فيه بالضغط على الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل. وتساءل التقرير عن إمكانية تأثر المباحثات المصرية بضغوط المنظمات اليهودية، قائلاً إن أوباما يؤيد بدء التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، متوقعاً أن يكون التطبيع أحد محاور مباحثاته مع الرئيس مبارك. ورصد التقرير تحركات أقباط المهجر أثناء الزيارة، مشيراً إلى أنهم يتخذون مواقف مناوئة للنظام المصرى، وقال: «كان من المتوقع أن تحشد منظمات أقباط المهجر كل ما تملك من قوة لزيارة مبارك، حيث اندمجت مع جماعات أخرى ذات توجهات علمانية مثل تحالف المصريين الأمريكيين الذى يرأسه صفى الدين حامد، ومركز ابن خلدون الذى يرأسه سعد الدين إبراهيم، ومنظمة حقوق الناس برئاسة عمرو عفيفى، ومنظمة أصوات من أجل الديمقراطية فى مصر برئاسة دينا جرجس منصور، والمركز العالمى للقرآن الكريم برئاسة أحمد صبحى منصور، والجمعية الإسلامية - الأمريكية برئاسة أكرم الزند. وأضاف التقرير: «فيما يخص الاستراتيجيات التى تتبناها منظمات أقباط المهجر خلال الزيارة، فقد انقسمت تلك المنظمات على نفسها، حيث أكد بعضها ضرورة القيام بمظاهرات حاشدة تندد بالزيارة، فيما أكد البعض الآخر، خاصة التجمع القبطى الأمريكى على لسان رئيسه كميل حليم أنهم يفضلون الحوار والمناقشة وليس التظاهر، ولكنهم سيطلبون من الرئيس أوباما الضغط عليه من أجل تحقيق مزيد من الإصلاحات خاصة فى مجال الحريات».