مرثيتى الباكية هذا الكتاب مرثية فريدة عندما يفقد الصاحب صاحبته فى عالم الأرض، ويعبر بهذا القدر الدافق من العاطفة الحارة والجياشة، فيكتب قصيدة تجاوزت ألفى بيت من بحر واحد وقافية واحدة، وأظنها تجربة غير مسبوقة فى الأدب العالمى. وهذا الكتاب تجسيد لمعالم ونموذج الأسرة المسلمة، كما أنه قصيدة فى رحيل رفيقة درب الكاتب، كوثر حسن الساعى.. التى رافقته ستين عامًا.. تواصت فيها وإياه على الحق وعلى الصبر، كما أنه صورة للمودة والرحمة والسكن. إننا نجد أنفسنا أمام نموذج لروحين تآلفا واتحدا فكانا مثالاً للحب الكبير.. والجهاد الصادق.. والخلق العظيم.. وأمام ملحمة من الوفاء الكريم. وقد قام الكاتب بكتابة القصائد فى زوجته، فتارة يكتب عن الابتلاء، وتارة عن الحب الوفى، وتارة عن ذكر اسم الله دائمًا وأبدًا، ويبين الكتاب كيف تتحول العاطفة إلى بناء أخلاقى متين، وتتجذر المودة فتتحول إلى حب قلبى مكين. كما يجلى الكتاب ويبرز بعض الأمثلة على أن المرأة سند للرجل، ورحمة للأجيال. ويكشف الكتاب عن أن منزل كوثر الساعى لا يقل أهمية عن منزل آمال العشماوى (أخت الأستاذ حسن العشماوى وزوجة الأستاذ منير الدلة)، فقد كان المنزلان يحركان الأمور وقت الأزمة والتحضير لثورة 23 يوليو 1952م، كما يذكر أن معظم الضباط الأحرار كانوا من الإخوان المسلمين. وظفر الكتاب بمقدمات من الدكتور محمد عمارة، والسيدة مريم السيد هنداوى، والدكتورة نهى الزينى، والدكتور محمود خليل الذى رأى فيها «تاج محل» الأدب الإسلامى، ويمكن أن نضيف أن هذه المرثية يمكن أن تعد مثيلة لتائية ابن الفارض التى يحفظها الصوفيون جميعًا، وكان الإمام البنا يستشهد بها. تأليف: فريد عبدالخالق الناشر: دار النشر للجامعات 176 صفحة التنوير بالتزوير ظل بعض كُتَّاب «التنوير» يصولون ويجولون، وينهشون ويمزقون بعض المقدسات الإسلامية دون أن يتصدى لهم أحد حتى قيض الله لهم «باقة» من الكُتَّاب فرد عليهم بأسلوبهم «العلمى» واستعرض كل دعاواهم بأمانة ثم أخذ فى هدوء كامل ودون أى تعصب أو انفعال فى هدمها قطعة قطعة وحجرًا حجرًا حتى أصبحت أنقاضًا. واستبان للقارئ كيف يكون «التنوير بالتزوير». عُنى كاتبنا بالرد على سيد القمنى وهو فى رأى المؤلف «الكاره للحقيقة»، فعالج بعد مقدمة عن المادية والعلم، و«مستشفى الأمراض العقلية»، ثم انتقل إلى المثلث الإسلامى، والضلع الأول هو الله، والثانى الرسول، والثالث القرآن، فأورد ما كتبه عن كل ضلع وأبرز التكلف والتعسف فيه، وأنه يذهب إلى أن الإسلام «مجرد إفراز» أفرزته القواعد الماضوية الجاهلية لأنه حسب الرؤية المادية للدين لأنه هو الذى يفسر ظهور الإسلام بمثلث «الله الرسول القرآن». وانتقل المؤلف إلى خليل عبدالكريم وهل هو باحث فذ أم شاهد زور؟ وقد استغرقت مناقشته له معظم الكتاب لما عرف عنه من استعلاء وتمكن واستشهاد بالمراجع التراثية، ففند كل ما كتبه عن «أنسنة القرآن» والمماحكات التى أثارها عن المصحف وهل كان وقت الرسول أو بعده وهو يقبل حيناً ويرفض حيناً آخر، ففند كل الشبهات والمزاعم التى أثارها أو أثارها آخرون وجرى على أعقابهم. وأخيراً فعندما كتب رفعت السعيد عن علاقة فكر حسن البنا بفكر محمد عبده وادعاءاته أنه «ارتداد» وادعاؤه الفج أن حسن البنا كان عميلاً للملك والاستعمار. إن كل واحد يكتب عن أمر عام لا يعدم من يهرفون ويدعون، فإذا استند عليهم أو استشهد بهم فإنما يثبت إفلاسه الذى دعاه للاستشهاد بمثل هؤلاء. أعتقد أن كل من قرأ ما كتبه هؤلاء السادة الثلاثة يجب أن يقرأ ما كتبه المؤلف الذى حقق ما كتبوه واكتشف ما جعله عنواناً للكتاب «التنوير بالتزوير». تأليف: منصور أبوشافعى الناشر: مكتبة النافذة 314 صفحة