هناك عاملان يؤثران بشدة فى الحالة المزاجية لدى المواطن البورسعيدى.. حبه الشديد للنادى المصرى.. وعشقه الأبدى للشبار الجوابى المبطرخ.. صراحة لا أجد ما يربط بينهما سوى انتقالهما إلينا عبر طريق واحد وهو الوراثة.. فمنذ أن تفتحت أعيننا على الدنيا ونحن نجد الأهل يقيمون الأفراح كلما فاز المصرى وينصبون سرادق العزاء عند هزيمته.. وفى كل الأحوال لم يتخلوا أبدًا عن أكلهم للشبار الجوابى وخاصة عندما يكون مبطرجًا.. ورغم أن كثيرًا ممن يجهلون قيمة هذا الشبار ينظرون باحتقار إلى تلك السمكة الصغيرة التى لا تتجاوز فى كثير من الأحيان العقلتين من عقل الإصبع طولاً ولا يزيد العرض عن عقلة واحدة تمثل ما يحتويه البطن من بطروخ.. لدرجة أنك تخشى أن تقدمه إلى ضيف غريب يجهل قيمته فيشعر بالإهانة وربما يقذفه فى وجهك رافضًا تلك الضيافة.. اتذكر أننا كنا نتناوله ستة أيام فى الأسبوع.. ويوم الجمعة يكون التغيير إلى اللحمة أو الفراخ.. وقتها لم يكن الشبار ذا قيمة مالية تذكر.. كان فى متناول الجميع.. ولو كنت أعلم أنه سيصل فى يوم من الأيام ليتجاوز ثمن الكيلو عشرين جنيهًا.. لطلبت من والدى أن يجعل الأسبوع كله «شبار».. اليوم أصبح من يتناوله مرتين فى الأسبوع من علية القوم.. خاصة أن أكلة الشبار أصبحت تتجاوز فى تكلفتها كيلو اللحمة!!.. ورغم هذا لا يزال الشبار الجوابى المبطرخ هو الأكلة المفضلة لدى البورسعيدى ولو تناوله مرة واحدة فقط فى الأسبوع! حازم نخالة - بورسعيد