الشرطة تكثف جهودها لكشف غموض مقتل رئيسة الائتمان ببنك مصر.. والنيابة تؤكد عدم وجود آثار مقاومة أو عنف

سيطر الغموض على حادث مقتل هالة فايق، رئيسة إدارة الائتمان فى بنك مصر، التى لقيت مصرعها، صباح أمس الأول بالجيزة، فيما تكثف أجهزة الأمن جهودها لكشف ملابسات الحادث.
وكشفت التحريات والتحقيقات الأولية عن أن الضحية كانت لا تفتح باب الشقة لأحد حتى تتأكد من معرفتها له وتسمع الصوت فى البداية، مما يؤكد أن المتهم يعرف الضحية جيداً وتثق به.
وأثبتت معاينة المستشار حمادة الصاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، عدم وجود آثار عنف فى باب الشقة أو نوافذها وأنه لا توجد علامات مقاومة نهائياً، وتبين اختفاء أداة الجريمة. ورجحت المعاينة وتحريات المباحث أن يكون المتهم قد أخذ معه أداة الجريمة وتخلص منها بعيداً عن مسرح الحادث.
طلبت النيابة عقد الشقة التى شهدت الحادث لبيان من يمتلكها، خاصة أنه تردد أنها ملك والدة الضحية وأنها ملك والدة زوجها المستشار على شكيب، مساعد وزير العدل، نائب رئيس محكمة النقض.
شيعت ظهر أمس جنازة الضحية، من أحد مساجد مصر الجديدة، إلى مدافن الأسرة وشارك فيها أقارب الضحية وزوجها الذى عاد من قطر فى ساعة مبكرة صباح أمس، وبعض قيادات وزارة العدل وبعض مسؤولى بنكى مصر والقاهرة، من زملاء الراحلة.
وأمر اللواء محسن حفظى، مساعد الوزير لأمن الجيزة، بتشكيل فريقى بحث، ترأس الأول العميد جمعة توفيق، والثانى العميد محمد أبوزيد بإشراف اللواءين على السبكى وكمال الدالى، وضما 22 ضابطاً و46 من أمناء الشرطة والأفراد السريين وانتشروا صباح أمس فى مداخل العمارة، وانتقل البعض منهم إلى البنك لفحص المتعاملين مع الضحية، وبحث وجود خلافات بينها وبين آخرين من عدمها فى مكان عملها.
وكشفت التحريات الأولية أن الضحية تملك الشقة التى شهدت الحادث وأن والدتها «90 عاماً» حضرت لتقيم معها فى الأسبوع الأخير. وقالت مصادر أمنية: إن الأم حالتها الصحية ضعيفة وأنها لا تسمع بوضوح، ورجحت التحريات أن تكون الجريمة قد حدثت أثناء نوم الأم فى غرفتها.
وقالت مصادر: إن الشقة مسرح الجريمة تضم 8 غرف وإن الضحية لقيت مصرعها فى ممر بين الغرف وأن الخادمة هى التى اكتشفت الحادث عندما حضرت صباح أمس الأول وفتحت لها أم الضحية الباب وبعد لحظات شاهدت الخادمة جثة المجنى عليها وبها آثار لطعنات، واستنجدت بطبيب فى الطابق الرابع لإسعافها لكنه اكتشف الوفاة.
انتقلت «المصرى اليوم» صباح أمس، إلى العمارة التى شهدت الجريمة وتبين أنها على بعد 50 متراً من كوبرى الجامعة ويفصلها شارع مراد فقط عن حديقة الحيوان وعمارتين عن السفارة الفرنسية وتقع شقة الضحية فى الطابق الثامن، ويضم الدور الواحد 3 شقق و3 أسانسيرات، وتبين أن العمارة بها 5 مخارج غير المخرج الرئيسى منها سلم خلفى ومدخل للجراج.. وأن الشقة التى شهدت الجريمة مؤمنة تماماً، حيث ظهر بوضوح سلك حديدى يغلق شباكين قريبين من المطبخ، وكان إغلاق أحدهما بالطوب، بينما تطل الشقة على شارع مراد وحديقة الحيوان وتبين أنه توجد أسياخ حديدية على الشرفة تفصل بين الشقة وشقة مجاورة.
التقت «المصرى اليوم» بجيران الضحية الذين يسكنون فى الشقة المقابلة، وهم من تايلاند ويعملون فى فندق معروف، وقالت أحدهم وتدعى «جورانيت كاموليند»، إنها سمعت صوت صرخات واستغاثة فى الثامنة و10 دقائق صباحاً، لكنها فتحت «شُرّاعة» باب شقتها ولم تشاهد أحداً وتملكها الخوف وأغلقتها، وفى العاشرة صباحاً استيقظت مجدداً على صوت صرخات وشاهدت أقارب الضحية فى حالة انهيار، ورجال شرطة يصعدون بسرعة إلى الشقة، وأضافت كاموليند أنها لا تعرف الضحية وأنها تشاهد بعض جيرانها ولا تعرف أسماءهم.
وقال حارس العمارة، إنه يوم الحادث استيقظ فى الصباح على صراخ وبكاء «الخادمة» عندما جاءت تطلب من «رمضان» الطباخ الخاص بالأسرة، الاستيقاظ لاستدعاء طبيب، ليتمكن من إنقاذ حياة مخدومتها زوجة المستشار، وأخبرتهم بأن مجهولاً طعنها أمام باب الشقة من الداخل وفر هارباً، وأكد الطباخ أنه يعمل لدى حماة الضحية منذ 7 سنوات وأنه ينام بحجرة بجانب حارس العقار، وأضاف أنه اصطحب الخادمة وتوجه إلى الطابق الثامن وشاهد المجنى عليها مسجاة على الأرض أمام باب الشقة وأنه أسرع إلى الطابق الرابع واستنجد بطبيب، أخبرهم بمصرعها وأنها تلقت 3 طعنات بالصدر والبطن والظهر أودت بحياتها قبل إسعافها.
وخيمت أجواء الحزن والذهول على فعاليات احتفال المعهد المصرفى التابع للبنك المركزى، مساء أمس الأول، بحصوله على الاعتماد الدولى من مجلس اعتماد التدريب والتعليم المستمر بالولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية حادث القتل.. ونعى الدكتور فاروق العقدة، محافظ البنك المركزى، ومحمد بركات، رئيس اتحاد البنوك، رئيس بنكى مصر والقاهرة، الراحلة للأوساط المصرفية المصرية والعربية خلال كلمتيهما أمام المؤتمر، الذى شهده رؤساء البنوك وقيادات البنك المركزى والمعهد المصرفى.
وأشاد العقدة وبركات بكفاءة واحتراف الراحلة المهنى وتفوقها واجتهادها فى إدارة عملها الائتمانى والتمويلى، وهو ما شهد به جميع قيادات القطاع المصرفى، منددين بالجريمة التى حدثت وأكدا أنها كانت تستعد فى نفس يوم مصرعها، للمشاركة فى أول اجتماع لها ببنك القاهرة، عقب صدور قرار رئيس الوزراء، الأسبوع قبل الماضى، بتعيينها عضو مجلس إدارة تنفيذياً.
 وأصابت الصدمة زميلاتها بالأوساط المصرفية، على رأسهم الدكتورة هالة السعيد، المدير التنفيذى للمعهد المصرفى، التى بدت متأثرة أثناء الاحتفال برحيل هالة فائق المفاجئ، وقررت إدارة المعهد المصرفى، المنظمة للاحتفال، إلغاء فقرات الموسيقى، لاسيما أن ضيق الوقت وعنصر المفاجأة ساهما فى عدم إلغاء الاحتفال.