الكيف فى السكة الحديد.. وف يوم ركبت قطار رقم 2 وهو قطار عادى بلاشبابيك أو أنوار أو أى شىء وهو مراكز يقوم من الأسكندرية 3 الفجر وهو من أعجب ما رأيت فى قطارات السكة الحديد. أنا أفهم أن القطار يتأخر نظرا لظروف الطريق أو القطار نفسه. لكن السائق يتلقى الأوامر بالتأخير باللاسلكى قبل قيامه من الأسكندرية فهذا شىء عجيب. السائق متحدثا فى اللاسلكى: أوصل إمتى ياريس! الطرف الثانى (اللاسلكى صوته عالى): توصل 7 ونص ياأسطى على. ماشى ياباشا انا: إزاى ياعم على ده معاده 6 ونص فى القاهرة. عم على: أصل ياباشا ده قطار موظفين وطلبة وعلشان يعمل فلوس أكتر بنوصله طنطا فى المعاد ونركنه هناك شوية وفى قويسنا شوية علشان نلم زباين أكتر. أنا فى بالى: منطق غريب طب وليه تعلنو أن معاده 6 ونص. وأفقت من تفكيرى على صوت عم على: يالا ياباشا الحق أرجع علشان خلاص باقى 5 دقايق ونمشى. وعدت إلى الخلف. جميع عربات القطار مزدحمة جدا ولاموطىء لقدم ولاتستطيع حتى مجرد الوقوف على قدم واحدة. هتركب إزاى ياخلودة. ووصلت حتى آخر عربة والقطار لاتستطيع حتى مجرد الدخول من الباب. وفوجئت مفاجأة سارة وغريبة فى نفس الوقت. العربة الأخيرة لايوجد بها أكتر من 20 أو 30 شخص وفارغة تماما والكراسى فاضية كتير، وتعجبت، الناس هتاكل بعض فى جميع عربات القطار وسايبين العربية دى فاضية؟ غريبة لابد أن فى الأمر سر، وجلست على كرسى فاضى، السلام عليكم ياجماعة وعليكم السلاااااااااااااااااااااااااااام إزيك ياعسسسل (واحد رد مصفقا بيديه). ونظرت له ولشلته الجالسة بجواره. أأأأأأأأأأأأأأأأأه ه ه ه شكلهم مجرمين. عشان كده القطار زحمة جبارة وهنا مفيش حد. والكمسارى دايما يبدأ قطع التذاكر بعد سيدى جابر لكن فى هذا القطار ركب من قبل تحرك القطار وبدأ قطع التذاكر. احد افراد الشلة مصفقا بيديه: صباح الفل ياعمناااااااااااا والكمسارى رد الصباح بأحسن مايكون: صباح الزفت صباح النيلة إمتى ربنا ياخدكو. وانا فى بالى: أأأأأأه ه ه ه هيا شكلها سفرية باينة من أولها. وانطلق القطار. وبعد الخروج من سيدى جابر بدأ الحفل. أحدهم بصوت أجش: فين الكوباية ياد أنت وهو. - أهى يامعلم. - هات الخابور. ولفت نظرى الموضوع فقلت أتفرج. ووجهت نظرى إليهم. فوجدت ان هذا الخابور عبارة عن مسمار ثم لفه حوله شىء بنى علمت بعد ذلك أنه الحشيش، كانت هذه أول مرة أرى فيها الحشيش، ثم ولعوا فيه بولاعة وعندما اشتعل اطفأوا النار وأصبح يخرج منه دخان ومشتعل كما البخور شعلة خفيفة يادوب تحرق مادة الحشيش ثم أحضرو ورق المونيوم (بتاع الفراخ واللحوم) وأغلقوا به الكوب بإحكام وصنعو ثقبا لكى يتدلى منه المسمار الملفوف حوله الحشيش وحين يمتلىء الكوب بالدخان يحدثون ثقبا آخر ثم يستنشقون الدخان بالدور. ثم التفت كبيرهم إلي شخصى الغلبان وسطيهم ولكن المسرحية اللى شغالة لفتت نظرى. وقال: فى حاجة يا أستاذ. - مفيش بس بتفرج. بسخرية: بتتفرج؟؟؟؟ هأو أوأو أووووووو ليه هو سرك (سيرك بس هو قالها كده) شغال. - لأ طبعا بس أنا اول مرة أشوف الكلام ده. باندهاش: أول مرة ؟؟؟ هو أنت متعرفش الحشيش. - لأ. بصوت عالى: إزاى ؟؟؟؟؟؟؟ أومال بتتكيف إزاى ؟؟؟ - هو أنا لازم اتكيف ؟؟؟؟ بصوت عالى: طبعا ياباشا راس بلا كيف تستاهل ضرب السيف. - السيف مرة واحدة. - آآآآآآه ه ه أومال إيه. - ومين قال كده. بهزار: واحد حشاش هههههههههههه. ثم أكمل كلامه: أنت ابن حلال وأنا حبيتك ومش هسيبك غير لما أعلمك الكيف خد شد نفسين. ومد إلي شخصى المتواضع الكوب. - شكرا. - شكرا ده إيه ؟؟؟ والله هزعل. - مليش فى الحاجات دى. - ثم أخرج شيئا من شنطة بلاستيك كانت معه. - طب خد دى. سيجارة ملفوفة بطريقة غريبة تشبه قرطاس الترمس. - إيه دى - أنت متعرفش البانجو؟؟؟ - لأ والله أول مرة أشوفه دلوقت. - يادى النيلة إيه ده أنت عايز تخش الجنة حدف والا إيه . - إيه علاقة الجنة بالحشيش. - اومال أنت بتتكيف إزاى؟؟؟ أوعى تقولى بشرب اللبن الصبح. - فعلا أنا بفطر لبن أو بليلة الصبح (دى حقيقة من 45 سنة لم انقطع عن إفطار اللبن أو بليلة أو رز بلبن). - بسخرية / بليلة ؟؟؟؟؟؟ هههأأو أو أو أووووووو. والتفت إلى عصابته وقال: وسمعنى سلام البليلة. ووجدت أفراد العصابة استعملوا ظهر الكرسى كطبلة. وبقوا يطبلوا ويصقفوا ويغنوا ويقولوا. ياحبيى تعالى بالعجل .. أه ياروحى تعالى بالعجل .. أه ياسيدى تعالى بالعجل .. هييييييييه ولا أدرى ما علاقة هذه الغنوة بالبليلة وقلت فى نفسى: بسسس كملت. وبعد إنتهاء الغنوة التى استمرت حوالى 5 دقايق. زعيم العصابة: والله يااستاذ انا حبيتك. - الله يكرم أصلك. - وعلشان خاطرك مش هنقلب (من التقليب) العربية دى. وشكرته على هذا الجميل. - العفو ياباشا إحنا بقينا أصحاب خلاص ومسير الحى يتلاقى. - طبعا. والتفت إلى أفراد العصابة: يالا ياض منك ليه قلبوا القطر كله. كلهم: ماشى يامعلم. وانطلقو جيعا وكل واحد فيهم يحمل شىء يبيعه من مناديل ورق إلى ولاعات إلى سلاسل صغيرة وكل حاجة بجنيه. وقطعو النور عن القطار كله عن طريق زر موجود فى كل عربة داخل لوحة التحكم وهذه اللوحة غالبا ماتكون مفتوحة رغم أنها المفروض مغلقة. وبعد نصف ساعة أحضروا له نقودا ومحافظ (جمع محفظة) وأشياء كثير. وقلت فى نفسى: يااولاد الإيه هو أنتو نشالين. واستمرو على هذا الحال مع تبديل السلع لكى يحتار الركاب فمن اقتنع أن من سرقه بياع المناديل فان هذا البياع سيمر بجواره يبيع ولاعات فيشك المسروق ثم يأتى بائع المناديل طويلا على غير العادة وهو مقتنع أن من سرقه كان قصيرا فيحتار وهكّذا، حتى وصلنا دمنهور. وقبل دمنهور جائنى زعيمهم وقال: أى خدمة ياباشا. - أشكرك إحنا نازلين خلاص هتوحشنا والله. - تسلم ياحبيبى. وشخط فى أحدهم: إجرى ياد إضرب الهوا أحسن داخلين دمنهور خلاص أنتو عايزين تنزلونا المحطة والا إيه. وذهبو إلى جزرة القطار وشدوها فتوقف القطار وسط الحقول قبل مدينة دمنهور بحوالى 3 أو 4 كيلو. ثم قفزو منه واختفوا فى الظلام. وبعد 10 دقايق تحرك القطار مرة أخرى ودخلنا دمنهور. وبعد دمنهور فوجئت بركاب القطار بدأو يتوافدون على عربتنا. وفهمت إذن .. هؤلاء يسافرون كل يوم من الأسكندرية إلى دمنهور والناس تعرفهم وتتحاشاهم. وتعجبت أين شرطة القطار؟؟؟ وعلمت أنهم يعرفون ذلك ولايكلفون أنفسهم بالقبض عليهم لأنهم بياخدوا منهم المعلوم اليومى. وتعجبت أكثر هل نقود هؤلاء أهم من أمن الركاب ؟؟؟ ومشى القطار حسب الجدول المحدد له سلفا قبل قيامه وليس من الهيئة. فوصلنا طنطا وركنونا فيها شوية ثم بركة السبع ثم ركنونا قبل قويسنا شويتين. وفعلا أصبح الزحام رهيبا. وحين وصلنا محطة القاهرة وجدت وبلا مبالغة آلاف نازلة من القطار. ولما قلت لأحد موظفى السكة الحديد: إيه الغباء ده م يطلعو قطر تانى علشان ياخدو منهم فلوس ده نص دول مدفعوش. فضحك وقال: بالعكس دول كلهم دافعين مقدم أومال إحنا بنأخر القطر ليه ؟؟؟ أنا باندهاش: دافعين مقدم إزاى ؟؟؟ كلهم إشتراكات وإحنا بنأخر القطار علشان نلم أكبر عدد من الإشتراكات والقطارات التانية تلم فلوس. إيه المنطق ده تدفعوهم مقدما يعنى تبيعو القطر لمدة سنة لقدام وتأخروا القطار وتحشروهم بهذه الطريقة الغير آدمية. سامحكم الله. لأ آسف .. الله ينتقم منكم.