وسط أجواء سياسية، تتخللها ألحان فرقة الموسيقى الشرقية، بدأت أمس الأول احتفالية «القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009»، فى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن. قدمت الفرقة الموسيقية، بقيادة سهيل خورى، عدداً من الألحان التى تجسد المآسى الفلسطينية، وعلى رأسها: من عتليت للنقب، سلمى، حكايات شرقية، وإلى أحمد. واستمر العرض لمدة ساعة كاملة، ألقت خلالها الفرقة الضوء على الأوضاع فى الأراضى المحتلة، ونددت الفرقة بالاجتياح المستمر للأراضى الفلسطينية والاعتقالات والقتل وهدم المنازل والحصار. قال «خورى»: اتفقنا على الالتقاء لتحضير مقطوعة موسيقية لعزفها فى أحد الاحتفالات، وفجأة حاصرت أكثر من 30 دبابة إسرائيلية رام الله، واستمر الحصار لأكثر من 40 يوماً، تفرقنا خلالها أنا وأعضاء فرقتى، ووسط حصار الدبابات، وانقطاع المياه، وأصوات القنابل، وانعدام الغذاء، جاءت عناصر هذا اللحن «حكايات شرقية». وأشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلية اعتقلت زميله، الموزع الموسيقى، أحمد الخطيب، مما دفعه إلى تأليف مقطوعة «إلى أحمد»، التى عزفتها الفرقة، مساء السبت الماضى، ضمن فعاليات المهرجان. ولم ينس «خورى» التذكرة بأوضاع المعتقلين الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية، البالغ عددهم قرابة 11 ألفاً، وقال: «فى عام 1988 اعتقلتنى قوات الاحتلال الإسرائيلية فى سجن عتليت، جنوب حيفا، وكان لى أصدقاء، ملحنون وشعراء، معتقلون فى ذات التوقيت فى سجن آخر بصحراء النقب، ومن خيمتى استطعت الحصول على أنبوب بلاستيكى كان يغطى سلكاً كهربائياً، وسخنت مسماراً معدنياً وصنعت ثقوباً فى الأنبوب، ليصبح لدىّ ناى صغير، كنت أختلس الوقت لأعزف عليه دون أن يسمعنى الحرس فى برج المراقبة، لأرسل من معتقلى فى شمال فلسطين تحية لأصدقائى فى معتقل النقب الصحراوى». أعرب «خورى» عن أمله فى إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية، وتابع: «عندما حان موعد إطلاق سراحى، سألنى الحارس الإسرائيلى: (ما هذا الذى فى يدك؟) فأخبرته أنه ناى، فتعجب قائلاً: (فى المعتقل؟ من أين لك به؟)، فأخبرته بطريقة صنعه والخامات التى استخدمتها، فقال لى: (إذن صنعته من ممتلكات الجيش الإسرائيلى) وصادر الناى». لاقت ألحان خورى قبولاً كبيراً لدى الدنماركيين والجاليات العربية وحرصوا على الاستماع للفقرة الموسيقية، وتحولت الفواصل بين المقطوعات إلى موجات متواصلة من التصفيق، وتهافت الدنماركيون على شراء أسطوانات وألحان الفرقة، قبل توجههم للتعرف على المأكولات الفلسطينية فى ختام فعاليات اليوم الأول لمهرجان «فلسطين فى كوبنهاجن».