تشهد العاصمة كوبنهاجن وثمان مدن دنماركية رئيسية أخرى، بالاضافة الى مدينة سويدية، مهرجانا ثقافيا متنوعا ضخما حول الشرق الأوسط لم يشهد له مثيل في القارة الأوروبية، في الثاني عشر من أغسطس المقبل، وعلى مدى ستة أسابيع متواصلة، يلقى فيه الضوء على حضارات شعوب المنطقة خاصة الحضارة الاسلامية. ويسبق فعاليات مهرجان صور من الشرق الأوسط مهرجانا آخر أطلق عليه اسم اسلام أكسبو ينعقد في العاصمة الدنماركية أيضا في 19 من الشهر الحالي ولمدة ثلاثة أيام، بهدف القاء الضوء على الاسلام كديانة سماوية، ونبيها محمد صلى الله عليه وسلم، لخلق مزيد من الفهم للتعددية والثراء في الثقافة الاسلامية. وتشارك دولة الامارات في عدد من فعاليات مهرجان صور من الشرق الأوسط، من بينها إقامة معرض للخط العربي، بتنظيم من متحف الشارقة وبالتعاون مع المتحف الدنماركي.. ودراسة ارسال فرقة التراث الشعبي الاماراتية لتقديم عروضها الفنية التي تعبر فيها عن أصالة الفن الخليجي . ويقف وراء تنظيم المهرجانين صور من الشرق الأوسط واسلام إكسبو المركز الدنماركي للثقافة والتعاون الذي يعد مؤسسة مستقلة عن السياسة الحكومية الدنماركية بالتعاون مع جمعيات ومراكز ثقافية أخرى في الدنمارك، مثل المسرح الدولي في كوبنهاجن وكلية آداب الشرق أوسطية في جامعة كوبنهاجن، ومهرجان الأفلام الدنماركية والمتاحف والمعارض الدنماركية وبلديات المدن المشاركة . وقال الدكتور مايكل ايرفنج ينسن مدير مشاريع الشرق الأوسط في المركز الدنماركي للثقافة والتعاون في مقابلة مع وكالة أنباء الامارات في دبي، أن الهدف من هذين المهرجانين ابدال الصورة الحقيقية عن عمق وحضارة الهوية الثقافية لدى الشعوب العربية والاسلامية بتلك الصورة النمطية المشوه المترسخة في أذهان الغرب عن أنها ثقافة حروب وانتحار وارهاب. ويشارك في مهرجان صور من الشرق الأوسط الذي بدأ الاعداد له منذ منتصف عام 2004 ليجوب أكبر تسع مدن دنماركية ومدينة هلسينبورج السويدية نحو خمسمائة من الكتاب والأدباء والشعراء والفنانين والموسيقيين والتشكيليين من دول منطقة الشرق الأوسط، في تظاهرة ثقافية فريدة تشمل اقامة مهرجانات واحتفالات وندوات ومعارض ومسارح غنائية وتمثيلية مختلفة، بهدف تعريف الشعب الدنمركي بمدى تنوع التراث الحضاري والثقافي والفني الذي تحظى به شعوب المنطقة . وأفاد الدكتور ينسن أن عدد الفعاليات والنشاطات الفنية للمهرجان ستصل الى حوالي ألف و500 عمل علاوة على عدد من الأنشطة المحلية تجريها المكتبات العامة والمدارس والجمعيات في مختلف مدن الدنمارك تتناول فيها مواضيع مختلفة عن الثقافة العربية وباقي ثقافات المنطقة لأننا لا نهدف الى التوجه الى النخبة المثقفة فقط وانما لكل فئات المجتمع . ولفت الى أن الحوار الدنماركي العربي وبناء جسور مع منطقة الشرق الأوسط يحظى منذ سنوات بدرجة كبيرة من الاهتمام من مختلف الهيئات الدنماركية ..ولكن بعد أزمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، أصبح هذا الحوار ضرورة ملحة لتعزيز التفاهم والتعايش بين الشعوب ولقطع الطريق أمام من ينادي بصراع الحضارات .