فى يوليو عام 2007 أعلن الرئيس حسنى مبارك عن نيته ترشيح فاروق حسنى، وزير الثقافة، لمنصب مدير عام اليونسكو، وبدا الوزير يتحدث عن التكليف الرئاسى بالمنصب، وعن استعداداته للحملة التى ستبدأ بعد عامين، وعن ضرورة اتفاق العرب على مرشح واحد لأنه إذا حدث هذا فالفوز «مضمون»، اعتقادا منه بأن الغرب سينفذ وعوده ويمد يده للعرب والمسلمين، ويقبل بأن تكون الدورة الحالية من رئاسة اليونسكو بيد المجموعة العربية كما جرى العرف. وبالفعل حصل وزير الثقافة على التأييد والإجماع العربى والأفريقى أيضا على ترشيحه، وتنازلت المرشحة المغربية لصالحه ليكون هناك مرشح عربى واحد للمنصب رغبة فى تحقيق الفوز. وبدأت الصحف الأمريكية والإسرائيلية الهجوم على الوزير، الذى كان يعد المرشح الأوفر حظا للفوز بالمنصب، واتهمته بمعاداة السامية، وبرفض التطبيع الثقافى مع إسرائيل، واستغلوا كلمات تفوه بها فى مايو عام 2008، وهو فى طرقات مجلس الشعب تضمنت استعداده لحرق الكتب اليهودية إن وجدت فى المكتبات المصرية، ردا على أحد أعضاء البرلمان الذى ادعى وجود كتب إسرائيلية فى المكتبات. وحاول حسنى بكل الطرق التنصل من هذه التصريحات، والتأكيد على أنها «تعبير مجازى خرج فى لحظة غضب»، وأنه لا يمكن أن يحرق هذه الكتب أبدا، وأدلى فى يونيو 2008 بحديث لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أوضح فيه أسباب رفضه ورفض المثقفين المصريين التطبيع الثقافى، وأكد أن التطبيع لا يمكن أن يتم إلا إذا تحقق السلام، وأعرب عن استعداده لزيارة إسرائيل فى ذلك الوقت لكن على أن يتم ترتيب الزيارة بشكل جيد، وانضمت لها الولاياتالمتحدة استجابة لضغط اللوبى اليهودى بها، ووصلت هذه الحملة إلى حد طلب الإدارة الأمريكية السابقة من السفيرة المصرية فى اليونسكو أن تبلغ مصر رغبة واشنطن فى سحب المرشح المصرى، وهو ما عارضته القاهرة. واستمرت الحملات المضادة لترشيح حسنى مع فتح باب الترشيح رسميا للمنصب الدولى فى مارس الماضى، وزادت الحملة بشكل كبير فى مايو قبل إغلاق باب الترشيح وبدأت الصحف والكتاب اليهود يطالبون بتقدم مرشحين آخرين للمنصب خوفا من فوز حسنى الذى كان المرشح الأوفر حظا للمنصب، وكتب ثلاثة من الكتاب اليهود مقالا نشرته صحيفة لوموند الفرنسية اتهموا فيه حسنى بمعاداة السامية، وحاول الوزير تهدئة الهجوم وكتب مقالا نشره فى الصحيفة نفسها اعتذر فيه عن تصريحات حرق الكتب، وأوضح فيه موقفه من التطبيع الثقافى، لكن كل هذه المحاولات لم تفلح ونجحت آلة الدعاية الإسرائيلية فى دفع مرشحين آخرين للمنصب ليصلوا إلى تسعة مرشحين عند إغلاق باب الترشيح فى 31 مايو الماضى.