أرغم النواب الجمهوريون الذين يطالبون الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتفسيرات حول اختياره تشاك هاجل وزيرًا للدفاع، الأربعاء، قادة مجلس الشيوخ على إرجاء التصويت على تعيينه. وعبر عضوا مجلس الشيوخ، جيمس انهوفي وليندسي جراهام، عن معارضتهما الشديدة للتسرع في عملية التثبيت، وبعدما نال تعيين «هاجل» موافقة ضيقة في لجنة الشؤون المسلحة في مجلس الشيوخ، الثلاثاء، أصر الجمهوريون على محاولة عرقلة التصويت أمام كل أعضاء المجلس. وقال زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، هاري ريد، الأربعاء: «إنها المرة الأولى في تاريخ بلادنا التي تتم فيها معارضة وزير للدفاع يعينه الرئيس، هذا عار». ومن أجل تجاوز تكتيك العرقلة، قرر «ريد» تنظيم تصويت الجمعة لإنهاء الجدل حول تعيين «هاجل»، لكن مثل هذا الإجراء يتطلب تجاوز عتبة 60 صوتا بدلا من الغالبية البسيطة المعتادة. وللديموقراطيين 55 صوتا في مجلس الشيوخ مقابل 45 للجمهوريين، ومن غير المتوقع ان يصوت أي ديموقراطي ضد «هاجل»، المحارب السابق في فيتنام والسناتور الجمهوري السابق. لكن جمهوريين اثنين فقط عبرا عن دعمهما له. ويبقى السؤال مطروحا لمعرفة ما إذا كان ثلاثة جمهوريين آخرين سيدعمون تعيين «هاجل»، متجاوزين نهج الحزب. وقالت السناتور الديموقراطية ديان فاينشتاين: «آمل في أن نحصل على الأصوات الستين، لم اسمع عكس ذلك». وإذا تم تثبيت تعيينه، سيحل «هاجل» محل وزير الدفاع المنتهية ولايته ليون بانيتا، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترًا متزايدًا، كما يواجه معركة حول الموازنة، وكذلك حاليا انعكاسات التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية. وحذر ديموقراطيون في مجلس الشيوخ من أن الوقت ليس مناسبا الان للجدل حول تعيين وزير مهم في الحكومة يقود الجيش الأمريكي، كما دعا البيت الأبيض إلى إجراء سريع لشغل هذا المنصب. وقال المتحدث جاي كارني، إن البيت الأبيض «لديه ثقة 100% أن هناك غالبية» تدعم «هاجل». وأضاف «ولذلك نطلب من الكونجرس -مجلس الشيوخ- أن يتحرك بسرعة لتثبيت تعيينه وزيرا للدفاع». وحاول «اينهوف» التقليل من أهمية جهود عرقلة التصويت قائلاً إنه ليس هناك «أي شيء غير معتاد» في هذا الأمر. وقال: «كنت لأصوت الليلة لو أمكننا الحصول على معلومات طلبها أعضاء جمهوريون في لجنة الشؤون المسلحة». وهو بين أعضاء آخرين اعترضوا على تعليقات أدلى بها «هاجل» في السنوات الماضية حول إيران والأسلحة النووية وإسرائيل وتعزيز القوات الأميركية في العراق. وطلبوا نصوص خطابات «هاجل» أمام جمهور أجنبي. وقال رئيس لجنة الشؤون المسلحة، كارل ليفين، إن المطالب تتجاوز الحد المعتمد تقليديا بالنسبة للمرشحين. لكن «جراهام» قال إنه سيستغل أي فرصة لعرقلة التصويت لتعيين «هاجل» إلى حين تلقي أجوبة على أسئلته. وقال «جراهام» للصحفيين: «لا أعتقد أنني غير منصف في هذه العملية لأنني أدعو إلى إبطائها». وأضاف «أذكر جيدا ما فعل الكونجرس حين كان يتعلق الأمر باخفاقات إدارة الرئيس السابق جورج بوش، كنا نقوم بالإشراف»، مشيرًا إلى التحقيقات التي أجراها الكونجرس في السابق. وقال: «أنا أكيد لو كان الرئيس جمهوريا، لكان الكثير من الديموقراطيين يقومون بما أقوم به الآن».