وصف الدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، الوظائف الحكومية بأنها «بطالة مقننة» مفسرا بذلك اتجاه الدولة ل«تشغيل الشباب» من خلال خلق فرص حقيقية للعمل بدلا من «التعيين فى الحكومة». وقال شهاب فى كلمته، مساء أمس الأول، ضمن فعاليات ملتقى الفكر الإسلامى الذى تنظمه وزارة الأوقاف بميدان الإمام الحسين: هناك مجموعة من القضايا تشغل الشباب فى الوقت الراهن، ومن أهمها قضية «العمل» وأؤكد للجميع أن الدولة تحرص على خلق فرص حقيقية للاستفادة من قوة الشباب، وهو ما دفعنا إلى التفكير فى «تشغيل الشباب» للاستفادة من قدراته وطاقاته بدلا من تعيينه فى الوظائف الحكومية، التى تمثل بحق «بطالة مقننة»، لأنه كان بمجرد تخرج الشاب يتم تعيينه فى أى وظيفة حكومية سواء تحتاج إليه الدولة أم لا، مما يجعله عالة على الدولة وليس قوة دافعة للتقدم . ودعا شهاب جميع الشباب إلى المشاركة فى الحياة السياسية والانضمام للأحزاب، التى يؤمن بتوجهاتها وأفكارها قائلا: لابد أن يتمتع الشباب بالثقة فى النفس، للتعبير عن آرائهم بمنتهى الحرية لأنه من الطبيعى أن يكون لديهم أفكار تختلف عن أفكار الكبار والمجتمع لا ينهض إلا بفكر الشباب، أما الشيوخ فلا؟ وأضاف: لا يمكن للمجتمع أن يحقق التقدم بالاعتماد على أفكارالشيوخ فقط، وإنما بأفكار الشباب الذين قد يحتاجون إلى الشيوخ للاستفادة من خبراتهم فى مجالات الحياة المختلفة. وأضاف شهاب: أقول للشباب إياكم أن تقفوا موقفا سلبيا وتنغلقوا على أنفسكم، وإنما عليكم أن تقوموا بالمشاركة السياسية والعمل الجاد والاستفادة بالأوقات ونفع المجتمع بدلاً من «الوقوف على النواصى أو الجلوس فى المقاهى»، فبدلا من ذلك عليكم بالبحث عن فرصة عمل جادة أو الانضمام إلى حزب سياسى تؤمنون به وبأفكاره، لأن الدولة لن تنهض إلا بالاعتماد على أفكار وآراء الشباب. وأوضح شهاب أن الشباب يمثلون النسبة الاكبر فى المجتمع المصرى مؤكدا أن مصر بها أعلى نسبة شباب قياسا بعدد السكان فى مختلف دول العالم، مما يدعو إلى ضرورة تمكين الشباب اقتصاديا وسياسيا وثقافيا وتوسيع مشاركته فى الحياة العامة، إضافة إلى تفعيل دور الفتاة والمرأة والقضاء على جميع صور التمييز ضدها وتحقيق قدر أكبر من اللامركزية فى تقديم الخدمات الشبابية. وفى رده على سؤال حول نظرة الغرب إلى الإسلام والمسلمين وتعليقه على حادث الشهيدة مروى الشربينى فى ألمانيا قال شهاب: مما لاشك فيه أننا انزعجنا بشدة للحادث الإجرامى، الذى تعرضت له الشهيدة مروى ولا يجب أن نسكت على هذا الحادث، وهناك تحركات مصرية جادة فى هذا المجال، لضمان معاقبة القاتل وحصول أسرة الشهيدة على حقها كاملا، وهناك مجموعة من خيرة المحامين المصريين الذين يتابعون هذه القضية. وأعرب شهاب عن انزعاجه الشديد من وقوع الحادث داخل إحدى المحاكم وعدم تفتيش الجانى قبل دخوله، مؤكدا أنه فى الوقت ذاته لا يجب اتهام المجتمع الألمانى كله، لأن هذا الحادث فردى. وأكد شهاب أن السبب فى الصورة المشوهة عن الإسلام والمسلمين لدى الغرب بعض المسلمين بسلوكياتهم قائلا: بعض سلوكيات وتصرفات من ينتسبون إلى الإسلام، وهم غير مسلمين إلا بالاسم فقط، تؤدى إلى الإساءة للدين، لأنهم يعطون صورة سيئة عنه رغم أنه دين لم يدع أبدا إلى القتل والإرهاب وترويع الآمنين الأبرياء. من جانبه أكد الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف، أن بعض المسلمين يسيئون إلى الإسلام أكثر من خصومه، لأنهم اختزلوا الدين فى الشكليات والهامشيات فقط، وتركوا الأصول والثوابت التى يقوم عليها الدين، مضيفا: وللأسف الشديد تساعدهم القنوات الفضائية فى ذلك، لأنها لاتهتم سوى بنشر البلبلة بين المسلمين.