«لم أقصد قتله، كل ما حدث أننى حاولت تأديبه ومنعه من التشرد»، بهذه الكلمات بدأت ربة منزل الاعتراف أمام سامح سعيد، وكيل نيابة محرم بك، بقتل ابنها، فلم تكن «نادية» تعلم أن تأديب ابنها سوف يودى بحياته وينتهى بها خلف القضبان. بدأت فى سرد مأساتها فى التحقيقات وكأنها تستعرض أحداث فيلم درامى، قالت إن ابنها «سامح» ثمرة زواجها الأول وبعد انفصالها وزواجها من «محمود» المتهم الثانى ذهبت للإقامة فى مساكن الكيلو 21 بدائرة قسم العامرية، ومرت السنوات وشب ابنها بعيدا عنها وعن والده ولم يجد أمامه غير الشارع مأوى له وتغيرت سلوكياته وأصبح دائم الشجار وتعاطى المخدرات والتسول فى الشوارع، وقررت إعادته إلى المنزل ليتربى فى حضنها ويقضى معهم شهر رمضان، ولكن ماذا تفعل أمام عدم رغبته فى الإقامة معها؟ اتفقت مع زوجها وشقيقها على احتجازه داخل المنزل ووضعوا خطة لاستدراجه إلى المنزل، دفعوا لصديقه 70 جنيها نظير المهمة وبمجرد دخوله المنزل قاموا بتوثيقه بالحبال وحاولوا إقناعه بالإقامة معهم إلا أنه رفض وفضل حياة التشرد على الإقامة معهم. وتضيف الأم أنها تخيلت أن العنف ربما يأتى بنتيجة، وبدأ زوجها وشقيقها المهمة بموافقتها، وفجأة تحول المنزل إلى ساحة تعذيب، بدأت بالضرب بالعصا وتجريده من الملابس والحرق باستخدام عبوات المبيدات الحشرية، وعلى الرغم من ذلك لم يرتدع المجنى عليه ورفض الموافقة على الحياة معهم. وتفتق ذهن خاله عن كيه بالنار بواسطة الأسياخ الحديدية على غرار أفلام عصر الجاهلية، فلم يستطع جسد ابنها احتمال التعذيب على مدار عدة أيام وفى أول ليلة من رمضان لفظ أنفاسه، وتضيف الأم فى التحقيقات أنهم فوجئوا بوفاة ابنها من التعذيب، فقرروا التخلص من الجثة بعد تناول السحور، وقاموا بشراء برميل بمبلغ 30 جنيها ووضعوا فيه الجثة واستأجروا سيارة نقل حملوه عليها وتخلصوا منها أسفل كوبرى محرم بك وعادوا بعد أن شعروا بأنهم تخلصوا من مشاكل ابنها إلى الأبد ويستطيعوا الآن الحياة فى راحة بال. وتوصلت تحريات إدارة البحث الجنائى التى أشرف عليها اللواء حسام الصيرفى، مدير المباحث، والعميد ناصر العبد، رئيس المباحث، إلى تحديد شخصية المتهمين، وتمكن المقدم محمد عمران، رئيس مباحث محرم بك، والرائد محمد إسماعيل، معاون المباحث، من القبض على المتهمين فى كمائن أعدت لهم فى أماكن ترددهم وهم: والدته نادية عباس سليمان (40 سنة ربة منزل) وزوجها محمود عبدالمجيد محمد(50 سنة شيال) وشقيقها خال المجنى عليه ويدعى علاء (32 سنة عامل أراجوز). وبمواجهتهم اعترفوا بجريمتهم وتمكن الرائد محمد إسماعيل من العثور على الأدوات التى استخدمت فى تعذيب المجنى عليه سامح حسن محمد (23 سنة عاطل) وتم تحريزها وإرفاقها بمحضر الواقعة لعرضها على النيابة العامة، التى أمرت بحبسهم 4 أيام بتهمة القتل العمد، ثم جدد قاضى المعارضات حبسهم 15 يوما على ذمة التحقيقات.