صحف أجنبية: «الخريف الإسلامي» يسيطر على مصر.. وما يحدث يهز ثقة الرئيس

اعتبرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية، الإثنين، أن الثورة لم تنته بعد، وتساءلت عما إذا كان يمكن للنظام الاستمرار فى الحكم أم لا.
وقالت الصحيفة إن المعارضة الشديدة، التى يواجهها مرسى الآن تذكره بواحدة من بدهيات التاريخ، خاصة فى الشرق الأوسط الحديث، وهى أن الوصول إلى السلطة يختلف تماماً عن الحكم. وأضافت الصحيفة: «أسفرت أشهر من معارضة مرسى عن دخول المتظاهرين الغاضبين فى معركة مع قوات الأمن فى جميع أنحاء البلاد تقريباً فى القاهرة ومدن القناة، التى تعد شريان الاقتصاد المصرى، وما حدث بلا شك هز ثقة مرسى، وكل من توقع أن الإخوان سيرتاحون فى السلطة».
وقال الخبير بمعهد ستانفورد هوفر الأمريكى، فؤاد عجمى، فى مقال بصحيفة «وول ستريت جورنال»: «مصر الآن فى حالة جمود، وربما سقط الفرعون مبارك، لكن تركته المسممة لا تزال موجودة، وهذه التركة هى وزارة الداخلية وقوات الشرطة، فمبارك طوال فترة حكمه سمم حياة المصريين، لكن فى الوقت نفسه عملت جماعة الإخوان بهدوء فى الظل، واستسلمت قطاعات واسعة من الطبقة الوسطى للإغراءات الدينية، وتراكمت ثروة الجماعة فى الدول العربية والخليج، مما أعاد بناءها، وكان أعضاؤها ماكرين، حيث وافقوا على الوجود الخفى الذى عرضه عليهم النظام».
وتساءل المحلل السياسى الأمنى السابق فى مكتب وزير الدفاع الأمريكى، مايكل مالوف، عما إذا كانت مصر ستشهد انقلاباً عسكرياً فى الفترة المقبلة، قائلاً: «بالنظر للمظاهرات المستمرة فى جميع أنحاء مصر ضد سياسات مرسى، المدعوم من جماعة الإخوان، وتحذير الجيش من أن ذلك قد يؤدى إلى انهيار الدولة، فإن ذلك يمكن أن يؤدى إلى قيام الأخير فى نهاية المطاف بانقلاب لإعادة الاستقرار».
ورأى «مالوف» فى مقال كتبه بموقع «وند» الإخبارى الأمريكى، الاثنين، أن القلق من الانهيار المحتمل للبلاد يشير إلى أن مرسى قد يفقد سيطرته على الأحداث، خاصة أن استيلاء الجيش على السلطة أمر مألوف للغاية فى مصر.
وقالت صحيفة «ليزوك» الفرنسية إن مصر تشهد انقسامات كبيرة، وإن الإسلاميين غير قادرين على تقديم أى تنازلات، وإن الأوضاع أكثر تعقيداً من مجرد القول بأن ثمة «خريفاً إسلامياً» سيطر على الثورات العربية، وإن فشل الحكومة الجديدة فى احتواء الأوضاع جعل الشعب يثور على زعمائه الجدد، كما لو كانت الثورة تميل نحو ابتلاع صغارها.
وفى فرنسا وصفت صحيفة «جورنال دو ديمانش» ما وصلت إليه الثورة فى مصر ب«المأساة اليونانية»، مشيرة إلى أن المجتمع ينقسم بين نساء يتعرضن للاغتصاب، وشباب يشكلون ميليشيات، ومواجهات دموية. وتساءلت صحيفة «فرانس مترو» عما إذا كانت مصر تعود إلى المربع الأول مع دخول البلاد فى حالة من الفوضى السياسية والاقتصادية.
وفى ألمانيا وضعت مجلة «فوكوس» كشف حساب للحكومة، فى 10 نقاط، لتقييم الأوضاع فى مصر بعد عامين من التنحى، قالت فيها إن معدلات الفقر لم تقل، والبطالة فى ارتفاع، ولا توجد خطة للتأمين الاجتماعى، وقيمة الجنيه تنخفض أمام الدولار، والديمقراطية مازالت فى مهدها، وحرية الصحافة والمرأة تم دهسها، والجيش أصبح أقوى من أى وقت مضى، وحصل على حكم ذاتى، وأعاد ترتيب أوراقه مع السلطة الدينية الحاكمة، وأصبحت المكانة الدولية أقل مما كانت خلال حكم مبارك، وتم تدمير صورة مصر سياحياً، والعدالة فى مستنقع قديم، ووحدة البلاد تم تدميرها، وإن مرسى ساهم فى حدوث هذه الكارثة.