افتتح الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر، مساء أمس الأول، فعاليات «ملتقى الفكر الإسلامى»، الذى تنظمه وزارة الأوقاف خلال شهر رمضان من كل عام فى ساحة مسجد الإمام الحسين، وذلك بحضور الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، والدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف. وصف شيخ الأزهر شهر رمضان بأنه «شهر التهذيب والتأديب» قائلاً فى كلمته الافتتاحية: «لو جاز لنا أن نصف شهر رمضان الكريم بأوصاف معينة لقلنا إنه شهر التهذيب والتأديب». وأضاف طنطاوى: «رمضان شهر التهذيب، لأننا نعلم جميعاً، وكما يشعر كل عاقل، أن الإنسان يكون أقرب إلى الله تعالى عندما يكون صائماً، حيث تصفو نفس الإنسان وروحه ويحرص على مكارم الأخلاق وفعل الخيرات، ويعامل الناس معاملة كريمة ويعطف على المحتاجين والمساكين فى هذا الشهر الكريم». وأوضح طنطاوى أن رمضان شهر «التأديب» لأنه جرت عادة الكثير من الناس أنهم لا يدركون قيمة النعمة إلا إذا افتقدوها. وقال: «لا يعرف قيمة الصحة إلا من اكتوى بالمرض، ولا يعرف قيمة عدم الاحتياج إلى الناس إلا من اكتوى بالاحتياج للآخرين». وأكد طنطاوى أنه يجب على كل مسلم فى شهر رمضان أن يشعر بأخيه الفقير المحتاج، الذى قد لا يجد قوت يومه، فيقف بجانبه ويساعده. ودعا طنطاوى المسلمين إلى أن ينتهزوا هذه الأيام المباركة ليحافظوا على مكارم الأخلاق ويتعاونوا على البر والتقوى، ويكونوا كالبنيان المرصوص الذى يشد بعضه بعضاً، ويقوموا بالعمل الذى يعود عليهم وعلى أسرهم وأمتهم، وهو فرد من أفرادها ولبنة من لبناتها بالخير. وفى كلمته أكد وزير الأوقاف أن شهر رمضان فرصة سنوية للمراجعة والتأمل ليقدم كل إنسان «كشف حساب» ويتأمل فيما فعله على مدار العام الماضى. وأشار زقزوق إلى أن رمضان «فرصة» ليبدأ الإنسان صفحة جديدة ويتصالح فيها مع نفسه ومع الله تعالى والآخرين وكل الكائنات، بل مع الكون كله. وقال: «يجب أن يدرك الإنسان قيمة النعمة التى يمن الله تعالى بها عليه ولا يدرك معناها، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها». وأوضح الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، فى كلمته أن على الإنسان العاقل أن يتعرض لنفحات الله تعالى فى أيام الدهر ومنها شهر رمضان المبارك، مشيراً إلى أنه يجب على كل إنسان أن يراجع نفسه فى هذا الشهر الكريم، ويحرص على أن يكون مطعمه من حلال حتى يكون مستجاب الدعاء لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء».