على طريقة الأفلام الأجنبية التى تعرض «مقصوصة» على التليفزيون المصري، و«كاملة» على الفضائيات الخاصة، تعامل التليفزيون هذا العام مع برامجه التى يعرضها على القنوات الأرضية ناقصة بفعل مقص الرقابة، فيما تبث قناة «القاهرة والناس» البرامج نفسها كاملة دون «قص». المتابع لبرامج التليفزيون التى تعرض على «القاهرة والناس» سيلاحظ فروقا كبيرة بين النسختين الكاملة والمقصوصة، خاصة برنامج «فيش وتشبيه» للإعلامية لميس الحديدى الذى شهدت حلقته الأولى مع المحامى فريد الديب حذوفات كثيرة على التليفزيون على الرغم من أن الحلقة نفسها عرضت كاملة على «القاهرة والناس». وطال مقص الرقيب كل ما يتعلق بإسرائيل، خاصة عندما سألت لميس فريد الديب عن سبب دفاعه عن الجاسوس الإسرائيلى عزام، فرد الديب: «أنا ما دافعتش عن إسرائيل أنا لعنت أبوخاشها فى المذكرة»، وحذفت هذه الجملة كاملة، ووضعت صفارة «تيت» بدلا من صوت الديب عندما قال «افتراءات مصطفى بكرى»، كما تم حذف كل ما قاله حول براءة أيمن نور رغم أنها عرضت فى برومو الحلقة. ولم تسلم حلقة أمس أيضا من المقص الذى حذف 7 دقائق كاملة من أصل 25 دقيقة، ففى الحوار الذى أجرته لميس مع رجل الأعمال الهارب أشرف السعد تم حذف كل ما قاله عن علاقته بوزراء الداخلية السابقين ورفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب الأسبق. وأكدت مصادر فى الرقابة أن الحذف طال جملا غير سياسية بالمرة، مثل سؤال لميس: «مش ناوى ترجع مصر هى ما وحشتكش»، فرد السعد: «وحشتنى جدا ووحشنى حتى الدبان اللى فيها» وبررت المصادر الحذف بأنه: «عيب لما واحد هربان يطلع ويقول مصر فيها دبان». الغريب أن لميس نفسها لم تغضب من المقص على عكس العام الماضى، وهو ما بررته فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»: «زمان كنت بازعل، لكن عرض البرنامج كاملا على «القاهرة والناس» عوضنى بعض الشىء، ورغم ذلك لا أنفى حزنى لأننى كنت أتمنى أن يعرض البرنامج كاملا على التليفزيون المصرى، ودخلت فى نقاشات حادة مع مسؤولى الرقابة حول الحذوفات، لكننى دائماً كنت أخلص إلى نتيجة واحدة، أن الحذوفات تتم بإرادة أكبر من إرادة الرقابة نفسها، ده مش شغل رقابة وبس ده شغل أكبر من الرقابة، داخل فيه حسابات سياسية.