بدأ العام الدراسى الجديد فى قطاع غزة أمس، وذلك قبل أسبوع من بدئه فى الضفة الغربية، وسط جدل حول إجراءات مديرية التعليم فى الحكومة المقالة لفرض ارتداء الجلباب، الذى وصفته بأنه «الزى الإسلامى الشرعى» على طالبات الثانوية و«تأنيث» المدارس. ودعا مدير التربية والتعليم لغرب غزة فى الحكومة المقالة محمود أبوحصيرة الطالبات «إلى ارتداء الزى الشرعى»، وقال لهن: «إننا نطالب جميع الطالبات بالتزام الزى الفضفاض»، موضحاً أن هناك قراراً من مديرية التعليم فى غزة «بتأنيث المدارس» أى منع الرجال من مدرسين أو إداريين بالتواجد فى مدارس البنات فى جميع المراحل. وأضاف: «مجتمعنا مسلم، والإسلام يفرض علينا التفريق بين الأخ وأخته بعد سن 7، فما بالك فى المدرسة، فنحن عملنا على هذا الأساس وتوفير بديل للمعلمين بمعلمات». وعبرت سها «14 عاماً»، طالبة فى مدرسة أحمد شوقى الثانوية بحى الرمال فى غزة، عن رفضها لفرض الزى الشرعى، مشيرة إلى أن «حكومة حماس غير قادرة على تطبيق الشريعة الإسلامية فى غزة بفرض الزى الإسلامى، لأن الأمر الإجبارى لن يتماشى مع عقول الفتيات خصوصاً بهذه المرحلة، وحماس لن تستطيع فرض أى شىء بالقوة». وعبرت الطالبة نور علوان «15 عاماً»، التى لا تضع غطاء على رأسها، عن غضبها، وقد اعتلت وجهها علامات الحزن، قائلة: «يمكن أن نتقبل كل شىء إلا الجلباب فهو يمحو آثار الطفولة ويظهرنا بأننا كبيرات فى السن». لكن الطالبة سمر «17 عاماً» فى الصف الثانى عشر، وهى مسيحية، فتبدو منصاعة للقرار، قائلة إنها لا تمانع فى لبس الجلباب ووضع غطاء الرأس «لأن ذلك ضمن قرارات الدولة وعلينا احترامها ما دمنا نسكن داخل حدودها». وقالت مسؤولة فى إحدى مدارس غرب غزة إن «الزى الشرعى إجبارى على كل الطالبات ويجب الالتزام به، وهذا ما أكدناه صباح اليوم على جميع الطالبات ولن يسمح اعتباراً من غد لأى طالبة بدخول المدسة دون الزى الجديد». لكن الفكرة وجدت قبولاً لدى أم محمد، والدة إحدى الطالبات، «لأنه التزام بالدين الإسلامى ونحن شرقيون».