لم تقتصر جهود الحكومة الأفغانية لتأمين سير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمجالس المحلية المقررة بعد غد على تدريب القوات الأمنية واستخدام القوات شبه الحكومية (أو ما يسمى المجموعات الشعبية)، فضلاً عن الاستعانة بقوات حلف شمال الأطلنطى «الناتو». ففى بلد يفتقد إلى بنية تحتية وشبكة مواصلات فعالة وتعانى مساحات واسعة فيه من سوء التنمية، خصصت السلطات الأفغانية أكثر من 3 آلاف حمار لنقل صناديق الاقتراع لبعض مناطق البلاد الوعرة التى يصعب الوصول إليها بالسيارات. ونقلت جريدة «الوطن» السعودية عن المبعوث الخاص للأمم المتحدة فى أفغانستان كاى إيد قوله «ستحمل الحمير صناديق الاقتراع للمناطق النائية بالبلاد التى لا يمكن للشاحنات ولا حتى المروحيات الوصول إليها، حيث تسير عبر الطرق المنحدرة بمنطقة هيندو كوش الجبلية الوعرة التى تمر بوسط أفغانستان». ومن المتوقع أن تكلف ثانى انتخابات رئاسية مباشرة فى تاريخ البلاد نحو 223 مليون دولار، وخصص قسم من تلك الميزانية لتكاليف نقل مستلزمات الاقتراع إلى نحو 7 آلاف مركز تصويت، يقع بعضها فى وديان وعرة المسالك وجبال شاهقة ومناطق تعج بالمقاتلين. حيث أفادت السلطات الانتخابية بأن 3 مروحيات ونحو 3 آلاف سيارة و3 آلاف حمار وحصان وبغال ستساهم فى توزيع ملايين من بطاقات الانتخاب. وكانت الحمير لعبت دوراً أيضاً فى المساعدة فى إتمام العملية الانتخابية عام 2004- أول انتخابات ديمقراطية فى تاريخ أفغانستان - فقد تم تجنيد حوالى 300 حمار لتوزيع المعدات اللازمة فى العملية الانتخابية على المناطق الجبلية والنائية قبيل الانتخابات. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة حينها الميدا اى سيلفا فى كابول «نحن نخبركم باستمرار عن الأشخاص ال100 ألف الذين سيعملون فى يوم الانتخابات، لكن دعونى أخبركم عن مجموعة أصغر بكثير ولكنها ليست من البشر وإنما من المخلوقات الأخرى التى تعمل من أجل الانتخابات». وأوضح أن هذه المجموعة هى «حوالى 300 حمار»، مؤكداً أنه «رغم أن هذه الحمير لا تحمل شارات بأسمائها أو غير ذلك من وثائق إثبات الهوية، إلا أنها تقوم بالكثير من العمل المفيد». ولا يقتصر دور الحمير فى انتخابات هذا العام على نقل مستلزمات التصويت فحسب، بل إنها قامت بمهمة أخرى، حيث استخدمها المرشحون للانتخابات الرئاسية الأفغانية وللمجالس البلدية فى جولاتهم فى قرى وبلدات أفغانستان لجمع أصوات الناخبين.