أصدرت الهيئة المصرية العامة للتعبئة والإحصاء فى أحدث تقرير لها ما يشير إلى أن نسبة «الأمية» بين الشباب من سن الخامسة والعشرين إلى الخامسة والثلاثين تبلغ 30٪، وأن 90٪ من هذه النسبة من الإناث!!، النسبة صادمة دون شك، خاصة أنها من بين الفئة العمرية التى يعتمد عليها أى مجتمع متحضر فى خططه للتنمية الاقتصادية والسياسية والتنمية البشرية لحاضر الأمة ومستقبلها القريب. أمام نتائج هذا التقرير، أتصور أنه لابد أن تهب حكومة نظيف واقفة على أطراف أصابعها، ولا تجلس على مقاعدها إلا بعد البحث العلمى المدروس عن أسباب إخفاق خطط الدولة فى محو أمية مواطنيها، خاصة أطفالها الذين يمثلون المستقبل، وشبابها الذين نعتمد عليهم لإدارة عجلة الإنتاج فى الحاضر. ثلاثون فى المائة من خيرة شباب مصر من الجنسين يجهلون الحروف الأبجدية.. ناهيك عن الأمية التكنولوجية والإلكترونية.. أين ذهبت خطط الدولة طوال الخمسين عاماً الماضية على صعيد محو الأمية؟ وأين طارت المليارات التى أنفقتها خلال العقود الخمسة الأخيرة فيما سمته التعليم الإلزامى المجانى لكل أطفال مصر من سن السادسة إلى الثانية عشرة؟! لا أستطيع أن أوجه اللوم إلى وزارة نظيف وحدها لأنها لم تتول إدارة الحكومة إلا منذ خمس سنوات فقط، لكن أستطيع دون أدنى شك أن أشير وغيرى من الناس بأصابع الاتهام إلى الحزب الوطنى الديمقراطى، وأمانته العامة التى فشلت مع مرتبة الشرف الأولى فى حل مشكلة التعليم فى مصر، زد عليها كارثة «الأمية» التى مازالت مستشرية كالطاعون فى بدن الأمة. لن أعود لأكرر ما قيل مراراً من أن 5 ملايين يهودى نجحوا فى السيطرة على اقتصاد وإعلام ومن ثم التحكم فى القرارات السياسية لأقوى دول العالم، عن طريق واحد لا غير، هو التفوق العلمى. ثلاثون فى المائة من خيرة شباب مصر لا يقرأون ولا يكتبون!!، الترجمة المباشرة لهذه الكارثة القومية أننا أمام قنابل موقوتة تنذر بنسف الحاضر وتعجل بدمار المستقبل. يبدو أن أمانة الحزب الوطنى وحكومتها الحالية لا يقرأون التقارير والإحصاءات الواقعية والرسمية، وهو ما يعتبر فى حد ذاته «أمية» من أصحاب صنع القرار وواضعى خطط التنمية الإصلاحية؟! أعتبرها نكتة حقيقية أن يقوم المجلس القومى للمرأة بإنفاق مئات الآلاف من الجنيهات فى مؤتمرات محلية وإقليمية تدعو فيها إلى تمكين المرأة سياسياً، بينما تعانى 90٪ من الفتيات من العينة التى أشار إليها التقرير من ظلام الجهل والأمية الأبجدية؟! غنى عن القول أن محو أمية شبابنا وأطفالنا، إضافة إلى تدريبهم لدخول سوق العمل بكفاءة عالية، هو أمن مصر الاستراتيجى الذى لا يحتمل أى تقاعس أو تأجيل فى ظل التحديات الاقتصادية والسياسية الحالية، محلياً ودولياً. أدعو أعضاء مجلس الشعب فى دورتهم المقبلة، إلى التصويت لإسقاط حكومة نظيف وسحب ثقتهم منها، إن لم تقدم حلولاً فورية فاعلة ومستمرة لمشكلة أمية الأطفال والشباب فى مصر. وعلى الشعب المصرى أن ينتبه عند التصويت فى الانتخابات الحزبية المقبلة، أن الحزب الوطنى وأمانته، ليسوا أمناء على حاضره ومستقبله. [email protected]