هل أنت سعيد بحياتك؟ طبعاً الحمد لله، الذى لا يحمد على مكروهٍ سواه، ولكننى أسألك كأخٍ لك، وشريك قدرى على تلك البقعة من العالم التى تسمى مصر.. ومن هنا وجب التأمل قليلاً كشركاء، لنستجلى معاً ما آلت إليه شراكتنا.. المعروف والثابت أن أى شراكة تقوم على توزيع الأدوار «كلٌ بما يتقن» حتى يتسنى لنا الوصول للمستهدف المرجو، أليس كذلك؟عموماً لن أذهب بك بعيداً، إذ يكفينا محاسبة أنفسنا فقط على العقود الستة الماضية، أين كنت؟ وأين أصبحت؟ وماذا حققت؟ وماذا لم تدركه؟ هل أنت مواطن محترم فى وطنك؟ هل لديك راتباً ودخلاً يكفيك، ومنه تعول أسرتك بغير عوذٍ أو تدابير؟ هل تجد فى مستشفيات بلدك العلاج الناجع لمرضك أو أى من أهلك؟ هل تجد رغيفاً نظيفاً مطابقاً للمواصفات تقدمه لأولادك؟ هل تجد تعليماً راقياً ينهض بك وبأولادك، أم أن الدروس الخصوصية التهمت منك دخلك وغدوت من السائلين؟ هل تجد وسيلة مواصلات مريحة وآدمية تقلك إلى حيث تريد فى الوقت الذى تريد، وبأجرٍ تطيق؟ هل تعلم على أى أساس تم توزيع الدخل القومى لوطنك على جموع المواطنين؟ هل تعلم السبب عن تباين الدخول بين حملة المؤهل الواحد، زملاء ذات سنة التخرج، لمجرد أن جهة العمل مختلفة؟ هل جربّت أن تقدم رشوة، لمصلحةٍ هى فى الأساس حق أصيل دونما رشوة أو جميل؟ هل حدث لك يوماً أنك اعتديت على حق أخٍ لك، وظفرت بما هو ليس لك؟.. وبعد، عزيزى المواطن المصرى، بعد كل تلك الرحلة الطويلة الشاقة، ما هو إنجازك لنفسك ولأبنائك من بعدك؟ أين أنت؟ أين تقف؟ أين المحصلة؟ أراك خالى الوفاض يا عزيزى، هل تعلم لماذا؟.. حسنٌ، أنا أجيبك. أنت على ما أنت عليه الآن لأنك منذ البداية اخترت الفردية والمشروع الشخصى، غير آبه لشريكك فى الوطن، تورمت لديكم جميعاً الأنا، غدا كل منكم يتخاطف ما تيسر له من حق الآخر، فإذا بكم شركاء متناحرون، فبارت تجارتكم وذهبت ريحكم، ولن تقوم لكم قائمة بعد اليوم، إلا إذا..؟ إلا إذا آمنتم جميعاً، كشركاء فى هذا الوطن، الجميع أمام القانون سواء، وأن بنود هذا العقد «المأمول» صائنة مصونة، ويسهر على حماية هذا العقد من العبث، أجهزة رقابية تصون العقد وتراقب «القائمون على تنفيذه»، لذا فوجب أن تكون تلك الأجهزة الرقابية أقوى من أى شخص مهما علا شأنه، إذ هو فى النهاية «مجرد وكيل» موكل إليه تنفيذ ما تعاقدنا عليه، وإن حاد، فوجب عزلة، ومحاسبته، ومن ثم «توكيل» غيره!! أحمد عثمان مرعى - ههيا شرقية [email protected]