معذرة سأضطر للتوقف عن الاستطراد فى حديث الأمس، ولنا عودة، ولكنى أود أن أوضح أن معظم البشر يدينون بدينهم بطريقة تلقائية.. نشأوا وتصرفوا كما وجدوا عليه آباءهم، فالطفل ينشأ على ملة والديه، فهما يهودانه أو ينصرانه أو حتى يجعلانه من الملحدين!! ولا يُعْمل الكثيرون عقولهم، سواء كانوا على حق أو على باطل عظيم، ولعدم التفكر والتدبر ومعرفة صحيح الدين، ورسوخ مفاهيم معينة فى العقل الباطن قد تؤدى إلى أن يتصرف البعض تصرفات خاطئة ظناً منهم أنهم يثابون عليها، وأنها تقربهم من الله سبحانه وتعالى!! غير مدركين أن صحيح الدين بعيد عن تلك الأفكار والتصرفات وأنهم اقترفوا إثماً عظيماً!! فالمفسدون فى الأرض يظنون أنهم يحسنون صنعاً، يقول الله فى سورة البقرة: (وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)، أما من يتبعون ما شبوا عليه بلا تفكر أو تدبر فكثيرون.. يقول الله فى سورة المائدة: (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كانوا آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون)، ويقول فى سورة الشعراء: (قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون)، ويقول فى سورة لقمان: (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا).. التوقف الحالى تمهيد لمناقشة تصرفات أزعجتنى من مسلمين ومسيحيين ينتسبون إلى مصرنا العظيمة! حاتم فودة