المسكوت عنه فى التراث الإسلامى والذى كان يكتب فيه فقهاء الماضى بكل صراحة وبدون خوف أو مواربة لأنهم كانوا ينشدون الحقيقة فقط، هذا المسكوت عنه يقاتل فقهاء الحاضر الآن لإخفائه وأيضاً لتجريس كل من يقتبس منه أو يحاول مجرد الاقتراب من تفاصيله، لأن معظمهم صار يدافع عن بيزنس ومصالح بالمليارات، وكشف هذا المسكوت والكتابة فيه سيخدش هذا البيزنس، وسيد القمنى واحد من هؤلاء الذين قرروا أن يخوضوا فى هذا المسكوت عنه لأن الدراسات العلمية التاريخية لا تقبل أنصاف الحقائق ولا تخضع لمغازلة رجل الشارع الذى لا يقرأ وإخفاء الحقيقة عنه لمجرد أنه سيغضب عندما يقرأ هذا الكلام، وتعالوا نجرب الاقتباس والاجتزاء الذى حدث مع القمنى، لو أجريناه على نصوص مراجع إسلامية كبيرة مثل الطبرى والبخارى، ماذا سيحدث ؟، وهل سيذهب البعض ممن هاجمونا للنائب العام لتقديم بلاغ فى هذه القمم العظيمة؟! ماذا لو كتبنا عن ابن عباس رضى الله عنه حبر الأمة وراوى الأحاديث الأعظم أنه أكل حراماً وشرب حراماً من بيت المال !!، ألن يبادر عشرات الآلاف بتطبيق حكم الردة على ما كتبت متهماً إياى بسب الصحابة، أرجوكم قبل أن تشرعوا سيوفكم سأقول لكم من وصف ابن عباس بهذا الوصف، إنه على بن أبى طالب كرم الله وجهه، وناقل هذا الكلام هو الطبرى فى الجزء الرابع فى الخطاب الذى هاجم فيه على واليه على البصرة وابن عمه ابن عباس عندما أخذ أموال بيت المال وذهب إلى مكة بالمال رغم تحذيرات على بن أبى طالب الذى قال له: «اتق الله فيما ائتمنتك عليه واسترعيتك حفظه»، فكان الرد من ابن عباس أنه إذا كان قد اغتصب المال فعلى بن أبى طالب سفك دماء الأمة، فكان الرد من أمير المؤمنين: «أما تعلم أنك تأكل حراماً وتشرب حراماً ؟، أو ما يعظم عليك وعندك أنك تستثمن الإماء وتنكح النساء بأموال اليتامى والأرامل والمجاهدين الذين أفاء الله عليهم بالبلاد...»، وكان الرد الحاسم من ابن عباس: «لعمرى إن حقى فى بيت المال لأعظم مما أخذت منه، والسلام»!!!، بالطبع ستقوم قائمة جبهة علماء الأزهر والمكفراتية صارخين فى وجه العبد الفقير إلى الله أتريد تدمير السنة، فالتشكيك فى نزاهة ابن عباس هو تشكيك فى الأحاديث التى قالها، وبالتالى التشكيك فى كل السنة، ويضيع المنطق الذى يهمس إنه على بن أبى طالب هو الذى قال، مش أنا اللى قلت، ولكن هيهات أن يسمع أحد فالضجيج دائماً يكسب. مثال آخر لو كتب شخص أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيد البشر حاول الانتحار أو أن يهودياً قام بسحره !!، بالطبع سيطالب البعض بإعدام كاتب هذا الكلام متهمين إياه بأنه يصور الرسول حاشا لله يائساً من رحمته أو واقعاً تحت تأثير سحر وتبعاته من انتفاء عصمة، دون أن يتريثوا ويعرفوا أن البخارى هو من دون هذه الأحاديث، أولاً حديث حين كان يفتر الوحى ويغيب كان الرسول يحاول التردى من شواهق الجبال، وثانياً فى حديث يهودى بنى زريق الذى سحر الرسول لدرجة أنه كان يخيل إليه أنه يفعل الشىء وما يفعله. هل سيقدم المكفراتية بناء على هذه الاقتباسات بلاغات للنائب العام عنوانها الإساءة للرسول والصحابة؟ ملاحظة: هذه الاقتباسات من كتب الطبرى والبخارى وليست من كتب القمنى.