علمتنى الحياة ألا أخشى فى الله لومة لائم.. علمتنى الحياة ألا أفرّق فى معاملاتى مع الآخرين طبقاً لديانتهم.. علمتنى الحياة أن أحترم المسيحية واليهودية، مدركاً أنهما والإسلام هى الديانات السماوية المتبقية على الأرض!.. إن تعداد سكان العالم فى بداية أغسطس الحالى بلغ 6775 مليون نسمة.. يبلغ عدد المسيحيين بجميع طوائفهم واتجاهاتهم 2039 مليون نسمة بنسبة 30٪ من إجمالى تعداد البشر على الكرة الأرضية.. بينما يبلغ عدد المسلمين بجميع طوائفهم 1226 مليون نسمة بنسبة 18٪.. ويبلغ تعداد اليهود 15 مليوناً فى شتى بلدان العالم معظمهم فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل وبنسبة 0.22٪.. أى 2.2 فى الألف.. بالتالى فإجمالى أصحاب الديانات السماوية يعادل الآن 48.5٪ من سكان العالم!.. إن الديانات الثلاث تدعو للمحبة والتسامح ولكن الغريب أن نجد عداء وتناحراً بينها.. المسلمون يظنون أن «المغضوب عليهم» هم اليهود، وأن «الضالين» هم المسيحيون.. كما أن المسيحيين، خصوصاً فى الدول المتقدمة.. يظنون أن الإسلام يعنى الإرهاب وأنه دين العنف والانغلاق والتخلف، وأنه انتشر بالسيف!.. أما بخصوص اليهود فيجب أن نفرق بين الصهيونية واليهودية.. بين الإسرائيليين المحتلين والمعارضين منهم.. ومن الغريب أن يكون الصراع وازدراء الأديان بين من يدينون بالأديان السماوية بينما لا يقترب أحد من الملحدين! حاتم فودة