كل الأسباب تؤدى إلى النتيجة نفسها، فندرة المياه فى المنطقة، واعتماد أهاليها على مياه الترع فى الشرب وانتشار الإصابات بالتيفود والالتهاب الكبدى الوبائى، كلها أسباب تجعل حالة الخوف التى تسيطر على أهالى 36 عزبة فى مركز الصالحية فى الفيوم منطقية، حيث يعانى ما يقرب من 15 ألف نسمة من ندرة شديدة فى المياه منذ أكثر من 5 أشهر، مما اضطرهم إلى شرب مياه ترع بحر الأوسية وبحر وهبة المخصصة لرى الأراضى الزراعية. الأهالى أكدوا إصابة أطفالهم الرضع بفشل كلوى وحصى على الكلى نتيجة شربهم المياه الملوثة، وعدم وصول المياه العذبة إلى منازلهم، لدرجة أن مواسير المياه صدأت من عدم جريان المياه فيها.. وأضاف الأهالى: استأجرنا فنطاساً لجلب المياه من منطقة سيلا التى تبعد عنا أكثر من 10 كيلومترات، الفنطاس يملكه أحد الأهالى وكان يستخدمه فى نزح الطرنشات، ونؤجره مقابل 150 جنيها، نوزعها علينا بالتساوى مقابل 150 قرشا للجردل. أحلام على، من سكان عزبة أبو بساط قالت: «منذ أكثر من 3 أشهر ما شفتش الميه فى الحنفية، واعتمدنا على مياه الترعة فى كل تعاملاتنا»، وأضاف عمر عبدالمنعم، أحد المتضررين: «حتى البقر والجاموس جاتلها أمراض كبدية وماتت، وأصبحنا عاجزين عن تربية المواشى لعدم وجود مياه تصلح للشرب أو حتى الزراعة وتربية المواشى». أهالى القرية أصابهم اليأس من الشكوى لشركة المياه والتى اكتفت بتحصيل فواتيرها الشهرية رغم عدم وصول المياه لأهالى القرى، وقال مصطفى عبدالقادر، مزارع: منذ شهر ونصف دفعت فاتورة مياه ب151 جنيهاً مقابل شهرى مايو ويونيو رغم أننى لم أر المياه فى بيتى منذ 5 أشهر. مصطفى استنكر تصرفات شركة مياه الفيوم حيال الأزمة التى يعانونها منذ أكثر من 10 سنوات، وقال: «سبق وشكونا ل 3 محافظين مشكلتنا لكنهم فشلوا فى حلهًا»، وأضاف: «لن تفيق الحكومة أو يلتفت إلينا المسؤولون إلا إذا أصبنا بالتيفود مثل أهالى قليوب نتيجة شربنا للمياه الملوثة سواء من الترع أو من فنطاس الصرف الصحى.