مع إعلان برنامج أسبوع النقاد فى مهرجان فينسيا ال66 (2- 12 سبتمبر) تأكد أن دورة 2009 من المهرجان الأعرق فى العالم دورة مصرية بامتياز، فقد اختير الفيلم السويدى «متروبيا» إخراج المصرى طارق صالح للعرض فى افتتاح الأسبوع ال24 لنقاد إيطاليا، بعد أن اختارت إدارة المهرجان ثلاثة أفلام مصرية لثلاثة مخرجين مصريين: «المسافر» إخراج أحمد ماهر فى المسابقة، و«احكى يا شهرزاد» إخراج يسرى نصر الله خارج المسابقة، و«واحد- صفر» إخراج كاملة أبوذكرى فى برنامج «آفاق». أسبوع النقاد أحد برنامجين موازيين يقامان أثناء المهرجان، وتنظمه نقابة نقاد السينما، والبرنامج الآخر «أيام فينسيا» وتنظمه نقابة مخرجى السينما، وكلا البرنامجين مستقلان تمامًا عن إدارة المهرجان، وتبدو أهمية وجود برامج مستقلة هذا العام فى عرض الفيلم السويدى «فيديو قراطى» إخراج آريك جاندينى فى أسبوع النقاد بالتعاون مع أيام فينسيا معًا بعد أن رفضته إدارة المهرجان، فالفيلم التسجيلى الطويل عن دور إمبراطورية بيرلوسكونى التليفزيونية فى وصوله إلى منصب رئيس مجلس الوزراء فى إيطاليا مرتين، وكان من الصعب أن يعرض فى المهرجان الذى يحصل على دعم كبير من الحكومة فى الوقت الذى لا يزال فيه بيرلوسكونى رئيسًا لمجلس الوزراء، إذ يعبر الفيلم عن رؤية نقدية حادة حسب العدد المحدود من النقاد الذين شاهدوه، وقد أثبت بيرلوسكونى أنه «فيديو قراطى» فعلاً عندما منع فيلم أوليفر ستون عن جورج بوش الابن من العرض فى افتتاح مهرجان روما العام الماضى، ولا أحد يدرى ماذا سيكون رد فعله عندما يعرض الفيلم السويدى فى المهرجان، وقد قام الشهر الماضى بتخفيض ميزانية دعم السينما الحكومية إلى أقل من النصف. وهناك علاقة وثيقة بين طارق صالح المصرى السويدى وآريك جاندينى الإيطالى السويدى، فقد اشتركا معًا فى إخراج فيلمين تسجيليين طويلين: «من الذى خان جيفارا» عام 2001، الذى عرض فى مهرجان الإسماعيلية عام 2003، و«قواعد جديدة للحرب» عام 2005، وها هما يجتمعان مرة أخرى فى أسبوع نقاد فينسيا بفيلمين مثيرين للجدل، ويتناولان نفس الموضوع الذى يؤرقهما ويؤرق العالم، وهو دور التليفزيون فى دنيا اليوم، ولكن بينما «فيديو قراطى» فيلم تسجيلى فإن «متروبيا» تحريك خيال علمى، ويمثل الدور الرئيسى فيه بصوته الممثل والمخرج الأمريكى فينسنت جالو. طارق صالح الذى ولد فى ستوكهولم عام 1972 منتج ومخرج سينما وتليفزيون «روائى وتسجيلى وتحريك» ورسام وناشر أصدر عام 1995 فى مصر مجلة «ALIVE» لفترة محدودة، وحقق نجاحًا كبيرًا فى السويد، والآن يخرج إلى العالم. [email protected]