أكد الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة «الأهرام»، أن وجود الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل فى صحيفة «الأهرام» حاليا لن يضيف إليها، مرجعا ذلك إلى تواجد هيكل المكثف على شاشة «الجزيرة»، فضلا عن جريدة «الشروق». فيما رحب ب«استكتاب» المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين»، شريطة أن يكتب رأيه فى القضايا الحياتية والخدمية العامة، لا أن يكتب عن «الدولة الدينية». وقال سعيد، فى حوار أجراه معه برنامج «فى الصميم» ويذاع مساء اليوم الاثنين على قناة «بى. بى. سى»: «أعتقد أن الأستاذ هيكل من الكثرة فى السوق، بحيث إن وجوده فى (الأهرام) لن يضيف إليها كثيرا فى هذه المرحلة»، مشيرا إلى أن هيكل قيمة صحفية كبيرة، وسوف يذكر له التاريخ أنه قام بجزء كبير فى بناء «الأهرام»، مستطردا: «لكن ما أريد أن أقول إنه موجود فى (قناة) الجزيرة طوال الوقت». وشدد على أن هذا الأمر لا يعد «نقيصة» عند الكاتب الكبير، وقال: «إنما إذا كان موجودا فى الجزيرة بكثافة، فضلا عن وجوده فى جريدة الشروق بحكم علاقته الخاصة بها، فإنه هنا لن يضيف إلى(الأهرام) أى ميزة تنافسية فى هذه المرحلة». وفى إجابته عن تساؤل ما إذا كان سيسعى لإعادة الفترة الذهبية إلى صفحات «الأهرام» بوجود أساطين فى الأدب والثقافة والفكر مثلما كان الأمر فى السابق، أعرب سعيد عن اعتقاده بوجود جيل جديد من الأساطين حاليا على صفحات الجريدة، معتبرا أن «هذا الجيل موجود فى مركز الدراسات على سبيل المثال»، موضحا أن «مفهوم الأساطين تغير بحكم الزمن، ففى الستينيات مثلا كان يوجد مفكر استراتيجى واحد هو الأستاذ هيكل، أما الآن فلدينا العشرات». وبشأن مدى قبوله أن يكتب مهدى عاكف المرشد العام ل«الإخوان المسلمين» مقالا فى «الأهرام»، قال: «جميع الناس مقبولون.. القضية هى هل ما سيكتبونه سوف يسير مع السياسة التحريرية للصحيفة كما يحددها رئيس التحرير والمجموعة العاملة معه، وبالتعاون مع رئيس مجلس الإدارة، أم لا؟». وأضاف: «إذا كان السيد مهدى عاكف سوف يكتب عن الدولة الدينية، فالإجابة بالقطع لا، لكن إذا كان سوف يتحدث عن أن له وجهة نظر فى حل مشكلة العشوائيات، والتعليم، والصحة، وتخطيط المدن وغيرها من القضايا، فإننى أرحب به». وحول اختفاء الصحفى رضا هلال، أكد رئيس مجلس إدارة الأهرام أنه يحاول دائما الحصول على معلومات جديدة فى هذا الشأن، مشيرا إلى أن «الأستاذ رضا هلال كان صديقا شخصيا لى فى الفترة التى اختفى فيها، واختفاؤه كان بالنسبة لى جرحا شديدا». ورفض سعيد أن يستكتب كتابا إسرائيليين فى «الأهرام»، على غرار استضافته شخصيات إسرائيلية فى برنامجه التليفزيونى، مرجعا السبب إلى أن «هذا سيؤدى إلى انقسام داخل الصحيفة، وأنا دورى بناء توافق بين الأعضاء الموجودين فيها». ووصف ما يقال عن أن انخراطه فيما يسمى بمجموعة كوبنهاجن ومجموعة القاهرة للسلام جاء بوحى من الحكومة، بأنه «كلام فارغ»، مشددا على أن له موقفاً مستقلاً عن الحكومة، ومواقف عديدة مخالفة لها، منها قضية الدستور. وردا على ممدوح الولى، نائب رئيس تحرير الأهرام، الذى وصف تعيينه رئيسا لمجلس الإدارة بأنه يظهر أن الولاء للسلطة أهم من الكفاءات القيادية والمهنية، قال سعيد: «مثلما كان يجيب محمود الخطيب على منتقديه بأن رده سيكون فى الملعب، فإننى أقول الإجابة ستكون فى (الأهرام)».