أعلنت وزارة التجارة الأمريكية أن الاقتصاد الأمريكى شهد انكماشًا خلال الربع الثانى من العام الجارى 2009 بنسبة 1% من إجمالى الناتج المحلى مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى. وجاءت البيانات أفضل كثيرًا من التوقعات، وتشير إلى تراجع وتيرة أسوأ موجة ركود يشهدها الاقتصاد الأمريكى منذ الحرب العالمية الثانية، حيث كان الخبراء يتوقعون انكماش الاقتصاد خلال الربع الثانى من العام الحالى بمعدل 1.5%. وقالت وزارة التجارة، أمس الأول، إن انكماش الاقتصاد خلال الربع الثانى من العام الحالى يأتى نتيجة انخفاض الإنفاق الاستهلاكى والاستثمار العقارى والصادرات. فى المقابل تأثر أداء الاقتصاد إيجابيًا بالإنفاق الحكومى وتراجع الواردات. وأعرب الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، عن «تفاؤل تدريجى» بشأن آفاق الاقتصاد الأمريكى بعد الإعلان عن تراجع وتيرة الانكماش، وقال أوباما إن «الناتج المحلى الذى تم إعلانه علامة مهمة على أن الاقتصاد يتحرك فى الاتجاه الصحيح وأن استثمارات الشركات التى كانت فى تراجع على مدى الشهور الأخيرة تظهر بوادر استقرار»، مؤكدًا أن الإدارة تبذل كل ما بوسعها لمواصلة برنامج يسمح للأمريكيين بالحصول على تخفيضات لدى مبادلة السيارات ذات الاستهلاك المرتفع للبنزين بأخرى أعلى كفاءة فى استهلاك الوقود. فيما وافق مجلس النواب الأمريكى على تخصيص مليارى دولار إضافية لتمويل برنامج «النقد مقابل الخردة» الذى يمول شراء سيارات جديدة مقابل إعدام السيارات القديمة كثيفة استهلاك الوقود بعد أن كادت تنتهى مخصصات البرنامج. جاء ذلك فى الوقت الذى سجلت فيه شركة «شيفرون» ثانى أكبر شركة نفط أمريكية انخفاضاً بنسبة 71% فى أرباح الربع الثانى للعام الحالى مع انخفاض أسعار النفط والغاز عن العام الماضى وتأثير الأزمة الاقتصادية فى الطلب على الوقود. من جهة أخرى، أعلنت الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، إيميليا كاسيا، أنه قد يتعين على جهاز النقل الجوى للمساعدة الإنسانية تقليل وربما وقف رحلاته إلى غرب أفريقيا وخاصة لنقل المساعدات إلى لاجئى دارفور ونازحى تشاد وذلك بسبب قلة الموارد. وأوضحت كاسيا أن «جهاز النقل الجوى للمساعدة الإنسانية يواجه انخفاضًا مؤسفًا لموارده، الأمر الذى يهدد قدرة العاملين فى المجال الإنسانى على الوصول إلى المحتاجين فى الأماكن الأكثر صعوبة فى الوصول إليها». وقالت كاسيا إن «جهاز النقل الجوى للمساعدة الإنسانية فى تشاد سيخفض نشاطه اعتبارًا من 15 أغسطس وقد يوقفه تمامًا إذا لم يحصل على تبرعات جديدة». وأضافت المتحدثة «أنه تم خفض المساعدة الإنسانية لنحو 250 ألف لاجئ من دارفور و180 ألف نازح فى تشاد». ويعمل الجهاز المذكور حاليا فى تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وليبيريا وسيراليون وغينيا والسودان والصومال وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأفغانستان.