الظاهر أننا شعب متفرد فى قدراته فعلاً.. بدأت أصدق أننا شعب فلتة ومفيش منه.. وعدت مرة أخرى للتفاؤل بعد فترة تشاؤم ليست بالقصيرة.. وبالتأكيد إحنا أقوى شعب من حيث البنية الجسدية والأجهزة المناعية، ده غير البنية التحتية والفوقية.. وأزعم أن أقوى أسلحة الدمار الشامل لن تسبب لنا أكثر من شوية صداع ويمكن هرش.. أنا على فكرة لا بسخر ولا بهزر.. واحسبوها معايا فى أواخر السبعينيات، أكلنا «بولوبيف» لما فطسنا وكانت العلبة على ما أذكر بنص جنيه ومتوفر وآخر حلاوة، بعد شوية سمعنا إن البلد فيها «بلوبيف» فاسد، وهوب ظهرت قضية استيراد أكل قطط وكلاب منتهى الصلاحية كمان، وشالوا الورقة اللى على العلبة وحطوا عليها ورقة تانية مكتوب عليها «ذبح حلال» وعدّت ولا حصل لنا حاجة.. بعد شوية طلعت حكاية الفراخ الفاسدة ومنتهية الصلاحية وكانوا بيستوردوها ويرشوها شوية سبراى معطر وفليت ويعبوها فى أكياس.. وبيع يا صبحى.. صحيح فيه ناس جالها شوية مغص وإسهال وأعراض غريبة لأن الفراخ البايظة عادة يكون فيها «سالمونيلا» وهذه البكتيريا هى التى تسبب «التيفود»، ولا حصل لنا حاجة غير إن «التيفود»، أصبح مرضًا متوطنًا فى مصر وليس وبائيًا، وأكيد كلنا عندنا أجسام مضادة ولو حدثت لنا إصابة ب«السالمونيلا» ممكن تعدى بشوية أعراض خفيفة ونقوم نجرى زى العفاريت. بعد كده بقى توالت حوادث تسمم أطعمة الأطفال فى المدارس وكان المتعهدين وإدارات المدارس أو الإدارات التعليمية، ما أعرفش مين فيهم، كانوا بيسرقوا سوا سوا ويشتروا بسكويت وجبنة فاسدين ويهبشوا الباقى.. ومات شوية أطفال صغيرين لأنهم ما كانش عندهم مناعة ضد الأكل الفاسد، واللى أكل وعاش أصبح زينا كده صحته زى الفل بعد المناعة.. بعد كده دخلنا فى الفاكهة المرشوشة والخضار المرشوش بالمبيدات، اللى كان فيها أنواع مسرطنة وأنواع سامة وأنواع مضرة، بس وأكلناها وبطننا وجعتنا شوية وجالنا إسهال وطفح جلدى وقىء.. وبعد كده خلاص عادى. وبعد كده جه الدور على الفسيخ ثم الجبنة اللى فيها فورمالين حتى الخمرة غشوها وسببت فقدان بصر لبعض الناس.. مش فاكرة باقى اللستة لغاية القمح الأوكرانى ما وصل وكان كله سوس وديدان وأعشاب سامة وطحنوه وخبزوه وأكلناه وحبسنا بكباية شاى إسود مغشوش برضه، وأظن إننا لسه بناكله لغاية دلوقتى.. وما حصلش حاجة.. عادى.. برضه الأسبوع اللى فات ظهرت حالات كثيرة من التيفود فى القليوبية بسبب المياه الملوثة، ومش عارفة الناس مكبرة الموضوع ليه ما إحنا قلنا كلنا فى مصر عندنا مناعة والعلاج سهل جدًا والشفاء مضمون بإذن الله، ولسه من كام يوم قرأت عن 8 آلاف فدان فى حلوان تزرع على مياه الصرف الصحى مباشرة من غير معالجة، يعنى لا مؤاخذة من مياه السيفون عدل وطبعًا نسبة البكتيريا البرازية فيها ستكون عالية جدًا وسوف تتسرب من التربة إلى أوراق النبات وتلزق فيه.. وللعلم ستكون الخضراوات كبيرة ومحصولها وفير جدًا وسوف تباع للتجار ومنهم إلينا وهنا كلها وبرضه عادى.. حد بيقول مين المسؤول عن المصيبة دى؟ مفيش عندنا أى حد مسؤول عن أى حاجة وبرضه عادى وآدينا عايشين وزى الفل.. طبعًا كل ده غير الهواء الملوث والمياه الملوثة واللحوم المستوردة الفاسدة والذمم الفاسدة ورجال الأعمال الفاسدين والنواب والمسؤولين الفاسدين وبرضه عايشين وبنهزر ونصيف، وهنعلق فوانيس فى رمضان القادم. الله يرحمك ياعم صلاح يا جاهين قال إيه: ياللى إنت بيتك قش مفروش بريش تقوى عليه الريح يصبح مفيش عجبى عليك.. حواليك مخالب كبار وما لكش غير منقار وقادر تعيش... عجبى!