«هاآرتس»: مستوطنون يبنون بؤرة استيطانية فى الضفة.. والجيش الإسرائيلى يكتفى بالفرجة

فى تحدٍ للمساعى الأمريكية الحثيثة لإحياء محادثات السلام فى الشرق الأوسط وضغوط واشنطن على إسرائيل لوقف الاستيطان فى الضفة الغربية والقدس المحتلة، ذكرت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية «أن نحو 200 شخص، معظمهم أطفال، وصلوا بالقرب من بلدة (طولكرم)، أمس الأول، لإقامة بؤرة استيطانية غير شرعية جديدة، بينما اكتفى الجيش الإسرائيلى بالفرجة ولم يمنعهم أو يتدخل فيما يقومون به».
وقالت الصحيفة: «إن البؤرة الاستيطانية (تزور يا) تعتبر واحدة من 11 بؤرة أقامتها خلال اليومين الماضيين حركة (الشباب من أجل إسرائيل) المتطرفة»، وأشارت الصحيفة إلى أن نحو 40 فتاة تنزهن فى الهواء الطلق لمدة 3 أيام فى البؤرة غير الشرعية «رامات ميجرون» لمواجهة الضغوط المطالبة بوقف الاستيطان.
وفى الوقت نفسه، قامت شرطة الاحتلال بإخلاء المستوطنين من منزل المواطن «سليمان حجازى» فى القدس الشرقية بعد استيلائهم عليه إثر قرار من محكمة الصلح الإسرائيلية يقضى بإخلائهم بصورة مؤقتة لحين عقد جلسة لبحث ملكية المنزل المتنازع عليه.
وتزامن ذلك مع وصول المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل إلى رام الله، حيث نفى وجود تفاهمات أمريكية- إسرائيلية حول قضية الاستيطان، وقال ميشيل خلال لقائه الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبو مازن» فى رام الله بالضفة الغربية إنه لا يزال يعمل من أجل اتفاق مع تل أبيب لإيقاف الأنشطة الاستيطانية فى الضفة حتى يمكن استئناف مفاوضات السلام، واقترح إطلاق مفاوضات فلسطينية- إسرائيلية مفتوحة لمدة 18 شهرا للتوصل إلى تسوية ثنائية.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر مطلعة قولها إن ميتشل اقترح خلال اللقاء إطلاق مفاوضات إسرائيلية- فلسطينية مفتوحة لمدة 18 شهرا للتوصل إلى تسوية سلمية ثنائية، وأشارت المصادر إلى أن الجانب الأمريكى يسعى أولاً إلى اتفاق على ترسيم الحدود النهائية للدولة الفلسطينية ليتم بعدها التعامل مع موضوع الاستيطان، وأضافت المصادر أن «أبو مازن» غير راضٍ عن الموقف الأمريكى الذى يتحرى عن حلول وسط بشأن التوسع الاستيطانى.
ونقل صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية، عن ميتشل قوله: «إننا نناقش مسألة الاستيطان لكننا لم نتوصل بعد إلى اتفاق مع الإسرائيليين»، وأضاف أنه لا تزال توجد فجوة بيننا وبين الإسرائيليين بشأن المستوطنات.
وشدد ميتشل على أن واشنطن تفعل كل ما فى وسعها لتحقيق سلام شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبين سوريا وإسرائيل، وبين إسرائيل ولبنان، وتطبيع العلاقات بين كل دول المنطقة وإسرائيل. وقال إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما يريد العودة قريبا إلى مفاوضات جادة، ويريد حسما سريعا لتلك المفاوضات.
وقال ميتشل إن «الرئيس باراك أوباما طلب من جميع الأطراف القيام بخطوات لإمكانية العودة إلى مفاوضات بناءة للوصول إلى السلام الشامل الذى يأمل فيه الجميع، وهذه الخطوات الصعبة والقاسية يجب اتخاذها لتهيئة الأجواء للنقاش الجدى بين الطرفين».
وأضاف عريقات أن «أبو مازن» أبلغ المبعوث الأمريكى رفضه أى حلول وسط فى قضية الاستيطان، وأن الجانب الفلسطينى سيستمر فى تنفيذ كل التزاماته وفق خريطة الطريق، مؤكدا أن القضية لا تتعلق بشروط فلسطينية مسبقة لاستئناف المفاوضات، وإنما هى التزامات واجبة على الجانب الإسرائيلى وفق البند الأول من خطة خارطة الطريق.
وتزامن ذلك، مع فشل المحادثات التى أجراها المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل فى القدس المحتلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فى التوصل إلى اتفاق بشأن تجميد المستوطنات، إلا أن ميتشل قال «إنه ونتنياهو حققا تقدما كبيرا، وإنهما يتطلعان لمواصلة المناقشات للوصول إلى نقطة يمكننا منها المضى قدما لتحقيق سلام شامل».
بينما قال نتنياهو إن بلاده تقوم بكل ما فى وسعها من أجل التقدم نحو تحقيق السلام الشامل، وذكرت مصادر إسرائيلية أن ميتشل ونتنياهو اتفقا على عقد لقاء جديد لاستكمال المباحثات الشهر المقبل.