كورة * كورة يكتبها: كرم كردى

موعدنا معاً لنكمل ما بدأناه فى المقالتين السابقتين عن انتخابات الاتحاد السكندرى، بس والنبى خلوا بالكو معايا شوية أنا مش حاأطلع عن الموضوع لكن عايز أفضفض معاكم لأن اللى حصل الأسبوعين الماضيين فى موضوع استبعاد بعض المرشحين ثم عودتهم حاجة مش مفهومة وليس لها معنى ولكنها تجعلنا نفكر هل هذا شىء عادى أم غير عادى،
وللأسف الشديد هو عادى جداً واللى حصل ده كان لازم يحصل لسبب بسيط وهو أن الجهة الإدارية المسؤولة عن الانتخابات هى جزء من الدولة ولذلك فهى تتبع وتنبع من حكومتنا الرشيدة يبقى لابد أن يكون لها نفس الأسلوب والمنهج ومما لا شك فيه أن الحكومة نجحت بدرجة عالية فى سياسة الإشغال والاشتغال، الإشغال هنا هو ليس إشغال طريق ولكنه أن تنجح فى أن تجعل الشعب «مشغول على طول فى حاجات لا تزعل الحكومة ولا تحرجها»،
المهم الشعب يغرق فيها وينسى همومه زى موضوع انتخابات النوادى، ومافيش مانع من شوية بهارات سواء بقصد أو بغير قصد والدنيا تولع شوية لأن الأمور لو مشيت هادية الشعب ممكن يفوق ويفكر والظاهر إن المسؤولين اخترعوا حكاية الاستبعاد والأحكام، والكلام الفاضى بحكم العادة والناس اتلخمت فيها أسبوعين أو أكثر والجرائد تكتب والقنوات التليفزيونية شغالة وخلى بالكم أن القنوات دى ببرامجها بتكمل سياسة الحكومة فى إشغال الناس، هى حاجة الناس تطلع تتكلم فيها وكله كلام فى الهوا لأن مافيش حد من المسؤولين بيسمع ويتفرج، المهم ساعات الإرسال تملأ والناس تبعد عن التفكير فى حالهم المايل اللى لا يمكن يرضى حد.
موضوع استبعاد المرشحين ده فكرنى بكام موضوع هما بعاد شوية عن الرياضة لكن كله من شغل حكماء ومستشارى الحكومة وهى مواضيع تشغلنا ومافيش مانع برضه أن الحكومة تشتغلنا علشان نحس بيها ونعرف أنها قوية وخايفة علينا.
نيجى لموضوع زى موضوع أنفلونزا الخنازير، مافيش حد يقدر ينكر إنها موجودة فى معظم دول العالم لكن عندنا فى مصر الموضوع بيتعالج بعنف قوى وكأن القيامة قربت تقوم.. احتياطات، اجتماعات، كمامات، تصريحات، لجان عليا، لجان سفلى، مؤتمرات، ندوات، توعيات وطبعاً بدلات وكأن الحكومة ليس وراءها إلا هذا الموضوع، العالم كله مهتم بأنفلونزا الخنازير ولكن بأسلوب مختلف تماماً عما هو موجود فى مصر.
الظروف جعلتنى أزور عشر دول فى الشهرين الماضيين (أوروبية، آسيوية، أفريقية) صدقونى لا يمكن تحس أن فيه خطر عظيم اسمه أنفلونزا الخنازير إلا عندنا فى مصر رغم أن كل الدول مستعدة وبها جميع الاحتياطات كان نفسى أشوف أى علامة فى أى دولة على أن الخطر قادم لكى أجد العذر لما تفعله فينا حكومتنا،
وللأسف الشديد إعلامنا يساعدها على ذلك، يا جماعة إحنا مش ناقصين خوف ورعب ولا تعطوا الأمور أكثر من حجمها، كل ده علشان تبقوا حكومة وكبار ومسيطرين، إحنا شعب غلبان حرام عليكم كفاية الظلم والفساد والفقر اللى معظم الشعب شاعر وعايش فيه، وبلاش كمان نعيش فى خوف من هذا المرض بهذه الصورة البشعة القاتمة.
طبعاً فيه مواضيع تانية كتير زى موضوع حل مجلس الشعب يتحل ولا مايتحلش، زى موضوع البث الفضائى اللى أصبح فرجة وكان ممكن يتحل من أول يوم لكن طبعاً لازم نسيب الناس تنشغل شوية وفى الآخر نحل الموضوع علشان يعرفوا إن إحنا جامدين قوى.
معلهش أنا بعدت بيكم شوية عن انتخابات نادى الاتحاد لكن إحنا قلنا هانفضفض عموماً المستبعدين كلهم رجعوا وكان موضوع زى البالونة فرقعت وليس لها أى لزوم، وأعتقد أنه من الضرورى محاسبة المسؤولين عن تسرب الأسماء التى قيل إنها سوف تستبعد لأن ذلك أدى إلى إيذاء أدبى كبير للمرشحين وأود أن أذكر أن محافظ الإسكندرية كان حكيماً فى تصرفه عندما طلب تأجيل إعلان الأسماء لحين تقديم أى من المستبعدين مما يدل على صحة موقفه وأن له الحق فى دخول الانتخابات، تحية واجبة له، رغم الاختلاف أحياناً معه فى الأسلوب.
المهم الأمور فى نادى الاتحاد الآن استقرت للمرشحين والمنافسة اشتدت فى سباق الرئاسة والعضوية، مصيلحى يريد أن يحتفظ بتقدمه وأن يزيد من أنصاره ويجعلهم دائماً إلى جواره وحوله فكثف من جولاته فى الشركات والأندية والساحات الشعبية والأماكن التى بها أعضاء النادى، وعفت يسعى بشتى الطرق ويبذل مجهودا فوق العادة لينتزع مؤيدين من الفريق الآخر فهل ينجح؟
على العموم سوف نعلم جميعاً النتيجة مساء يوم الجمعة 7/8، وسوف نعلم يومها هل الولاء سوف ينتصر على سطوة المال أم تتغلب الماديات على المبادئ، من المؤكد أن أعضاء نادى الاتحاد واعون والوفاء هو دائماً شعارهم ويعلمون جيداً أين مصلحة ناديهم، ومن هم القادرون على المحافظة على النادى لتحقيق الاستقرار له فى المرحلة الصعبة المقبلة.
kkordy@koraxkora.net