قال المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية خالد المرغلانى أمس إن السلطات السعودية ستمنع على الأرجح المسنين والأطفال الصغار من أداء فريضة الحج لهذا العام بسبب وباء أنفلونزا الخنازير، مشدداً على أن هذا الاتجاه لن يؤثر على حصص كل بلد من الحجاج. وأضاف المتحدث أن بلاده ستتبع على الأرجح توصيات اجتماع وزراء الصحة العرب فى القاهرة فى 22 يوليو الجارى التى دعت إلى عدم السماح بالحج للأشخاص الذين تفوق أعمارهم 65 عاماً والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً، وأوضح المتحدث أن ذلك لن يؤثر على حصص البلدان من الحجاج والمحددة بألف حاج لكل مليون نسمة، وقال المرغلانى إن القيود لن تمس «بنظام الحصص ونسبة الحجاج» لعدد السكان فى كل بلد. ويتوقع وصول نحو مليونى حاج من خارج المملكة هذا العام إلى البقاع المقدسة فى السعودية لأداء فريضة الحج لهذا العام. ويثير تفشى فيروس (H1N1) الذى أسفر حتى الآن عن تسجيل 300 إصابة، قلقاً كبيراً بشأن موسم الحج مع توقع وفود نحو مليونى حاج من جميع أنحاء العالم لأداء شعائر الحج، بينما أكد أصحاب بعض الفنادق فى السعودية أن الكثيرين ألغوا رحلة العمرة خصوصاً خلال شهر رمضان المقبل منذ ظهور وباء أنفلونزا الخنازير. وعلى الصعيد نفسه، بدأت نحو 240 شركة حج وعمرة فى السعودية فى خفض تكاليف مصروفاتها السنوية، بهدف التقليل من حجم الخسائر المتوقعة بعد قرار وزراء الصحة العرب منع كبار السن والأطفال والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة من أداء الحج والعمرة هذا العام، بسبب فيروس أنفلونزا الخنازير. ونقلت صحيفة (عكاظ) السعودية أمس عن نائب رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة فى مجلس الغرف التجارية سعد القرشى قوله «إن اجتماع الشركات جاء مبكراً بعد صدور القرار مباشرة لتفادى ما قد يسببه من خسائر»، وأكد القرشى أن ذلك لن يؤثر فى جودة الخدمات المقدمة من قبل شركات الحج والعمرة، ولكن الشركة التى كانت تأخذ مثلا 100 خيمة وتدفع تكاليف إيجارها، ستقتصر هذا العام على 60 خيمة فقط .وأضاف القرشى «لدينا ورشة عمل الاثنين المقبل مع اللجنة الصحية حتى نستوضح أمور الوضع ونأخذ تصوراً كاملاً حيال ذلك، ونضمن عدم انتشار مرض أنفلونزا الخنازير من خلال الاحتياطات، والتدابير اللازمة التى سيتم اتخاذها». وفى غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الأردنية ارتفاع عدد الإصابات المسجلة بأنفلونزا الخنازير فى المملكة إلى 48 حالة بعد تسجيل 4 إصابات جديدة أمس الأول بينها إصابتان انتقلت لهما العدوى داخلياً. وتأتى تلك التطورات بعد تحذير منظمة الصحة العالمية من أن الفيروس سينتشر قريباً فى كل دول العالم، ويحتمل أن يصيب مليارى شخص بينما أشار المركز الأوروبى للوقاية والسيطرة على الأمراض إلى ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس 151 ألفاً و656 حالة و868 حالة وفاة فى 160 دولة، فيما قدمت 50 دولة على الأقل طلبات شراء إلى شركات الأدوية أو دخلت فى مفاوضات معها لتدبير احتياجاتها من اللقاحات المضادة للفيروس التى لاتزال فى مرحلة التطوير والاختبار. وبدوره، أعرب البروفيسور فيرنر زولباخ، مدير معهد النظافة الصحية التابع للمستشفى الجامعى بمدينة لوبك شمال ألمانيا، عن اعتقاده بأن ما يعرف بالعزل المنزلى لمريض أنفلونزا الخنازير إجراء كاف للحيلولة دون انتقال المرض وانتشاره، موضحاً أنه يجب أن يتجنب المريض الاتصال بالآخرين. وبينما أعلن مسؤول كبير فى الفاتيكان أنه من غير المستبعد تعليق التجمعات العامة التى يشارك فيها البابا بنديكت السادس عشر أسبوعياً بحضور آلاف الأشخاص للحد من أخطار انتشار أنفلونزا الخنازير، سجلت اليونان 5 إصابات جديدة بالفيروس، بينما سجلت السلطات الصحية فى أوروبا 1671 حالة إصابة جديدة فى القارة خلال 24 ساعة فقط وأعلنت وزارة الصحة التشيلية ارتفاع عدد الوفيات بالفيروس، إلى 79 شخصاً والمصابين 11614، من بينهم 854 فى حالة حرجة. وأعلنت كوريا الجنوبية وجود 51 حالة إصابة جديدة ليصل إجمالى حالات الإصابة فى البلاد إلى ألف و166 حالة. وفى واشنطن، أكدت السلطات الأمريكية أنها تأخذ جميع الاستعدادات لمواجهة أنفلونزا الخنازير خلال الخريف المقبل رغم أنها لا تتوقع الأسوأ، وكان أسوأ سيناريو تخيلته الحكومة الفيدرالية يتوقع شل قدرة 40% من العاملين والموظفين بسبب إصابة العمال بالمرض أو لاضطرارهم للبقاء فى منازلهم للاهتمام بأطفالهم أو أفراد العائلة المرضى. وقالت آن شوشات، مديرة المعهد الوطنى للتحصين وللأمراض التنفسية فى مركز مراقبة الأمراض: «لا نتوقع فى الوقت الحالى ارتفاع نسبة الغياب عن العمل، لكننا نتوقع صعوبات»، وبلغت نسبة الإصابة بالفيروس من 6 إلى 8% من السكان فى المدن الأمريكية.
