خمس ساعات كاملة عاشها طفل يصارع الموت فى دار السلام، طعنه لص بالسكين فى جانبيه وأخرج أمعاءه وتركه ينزف بعد أن قيده بالحبال من قدميه ويديه. التفاصيل رواها الأب المطحون وجيرانه فيما قررت النيابة تجديد حبس المتهم على ذمة التحقيقات. قال الأب محمد على «بدأت مأساتى منذ سنوات عندما انفصلت عن زوجتى وتركت لى 3 أبناء أصغرهم يوسف «الضحية» كان رضيعا عمره 20 شهرا فقط، حملته على كتفى وأصبحت له أما وأبا حتى أتم مرحلة الرضاعة، دخلى من عملى فى المقهى لم يكن يكفى مصروفات الأبناء وإيجار الحجرة التى نقيم فيها على سطح المنزل. ساعدنى أهل الخير وصاحب المقهى واستمرت الحياة بطريقة «رزق يوم بيوم» وكبر الأبناء أمام عينى وأصبح يوسف عمره 9 سنوات، أعطيه كل يوم 3 جنيهات ليأكل منها، أتركه فى الحجرة وأنزل إلى عملى على ناصية شارع «الفيوم» وراضى أنا وأولادى بحياتنا حتى حدثت الكارثة الأسبوع قبل الماضى عندما كان يوسف ينام فى الحجرة شعرت بانقباض فى قلبى وقلق عليه، أرسلت شقيقه الذى يكبره بقليل ليطمئن عليه فعاد ليخبرنى بأن الباب الذى يفصل الطابق السابع عن الطابق السادس مغلق من الداخل ولا يستطيع الدخول حيث يوجد مسكنهم ضمن عدد من الحجرات. أضاف «عم محمد»: لم أستطع مغادرة المقهى وطالبت ابنى بأن يظل أمام الباب المغلق حتى يستيقظ شقيقه الأصغر وينزل إلى الشارع، وقبل أن تنتهى وردية العمل، صعدت أنا و2 من العمال الذين يجلسون على المقهى كى نفتح الباب، بعد محاولات عديدة استطعنا أن ندخل شقيق يوسف إلى الدور السابع، وذهب إلى الحجرة وعاد بعد لحظات مرعوبا يصرخ أن أخاه مربوط والدماء تغرق الأرض من حوله، فلم أدر كيف وصلت إلى ابنى وعندما وقعت عينى على الكارثة سقطت مغشيا على وشاركنى العمال هول الصدمة، لم أتمالك نفسى إلا عندما علمت أن ابنى على قيد الحياة وبدأ يتحدث بصعوبة شديدة أخبرنى بأن «أيمن عيد» هدده بالموت إذا لم يرشده عن مكان الأموال التى يحتفظ بها والده فى الحجرة ولم يصدقه عندما أخبره بأن دخل والده من العمل باليومية لا يكفى طعامهم فكتم أنفاسه وأحدث به إصابات فى وجهه وفى النهاية قيده بالحبال من يديه وقدميه وطعنه بالسكين فى جانبيه وتركه ينزف بعد أن أخذ 3 جنيهات كانت فى جيبه وهرب وهو يخبره بأنه سيموت دون أن يستطيع أن ينقذه أحد لأنه فصل الدور السابع عن باقى المنزل. أبلغ الجيران العميد حمدى مجاهد مأمور قسم البساتين وبعد دقائق كانت قوة الشرطة يتقدمها المقدم علاء بشندى رئيس المباحث والنقيب هانى محسن والأهالى تمكنوا من الوصول إلى مكان المتهم الذى يبلغ من العمر 17 سنة وسلموه للشرطة وفى التحقيقات ادعى أن والدته مصابة بمرض خطير فى عينيها ويريد أن يدبر لها مصروفات العملية حتى لا تصاب بالعمى فارتكب الجريمة، بينما شهد بعض أهل بلدته فى بنى سويف بأن والدة المتهم متزوجة من غير والده بعد انفصالها عنه وأن المتهم ترك بلدته وينام فى السيارات أمام الشارع وله عدد من المشاكل السابقة فى المنطقة ومعتاد السرقة وإن كان المجنى عليهم كانوا يكتفون بضربه دون إبلاغ الشرطة، أما الرواية الأغرب فإن والد المتهم طرده من المنزل فى بنى سويف بسبب سرقاته وأنه كاد أن يتخلص منه بدس السم له فى الطعام ومن جانبها قررت النيابة تجديد حبس المتهم لمدة 15 يوما.