أكد الدكتور عادل دانش، رئيس شركة «أكسيد»، المملوكة للشركة المصرية للاتصالات، وجود بعض المستجدات الدولية، مؤخرا بسبب الأزمة المالية العالمية التى تجعل من فرص نمو قطاع التعهيد «التشغيل لحساب الغير»، أكثر صعوبة فى السوقين المحلى والدولى بسبب ارتفاع معدلات البطالة فى دول الغرب. ونفى دانش فى حواره مع «المصرى اليوم» وجود تفسير دقيق حتى الآن، لانقطاع كابلات الاتصالات البحرية، أكثر من مرة، مؤكدا عدم وجود استعدادات خاصة لدى مراكز الاتصالات، لمواجهة كوارث انقطاع الكابلات مستقبلا، لكن وزارة الاتصالات وضعت الاستعدادات الكافية فى حالة تكرار انقطاع الكابلات. وقال رئيس الشركة، التى تعد من أكبر مراكز الاتصالات «الكول سنتر»: «إن خدمات التعهيد ليست من الصناعات غير المرغوب فيها، وأن أهميتها تتزايد يوما بعد يوم» واصفا مطالبات بعض شركات التعهيد الحكومة لاتخاذ بعض الإجراءات لتسهيل عملها بأنها «رفاهية». ■ كيف ترى مستقبل خدمات الكول سنتر فى ظل الأزمة المالية؟ - أعتقد أن حجم النمو الذى تشهده تلك الصناعة على مستوى العالم، يوضح المستقبل الذى ينتظرها فى ظل اتجاه أغلب المؤسسات الدولية إلى تقليص نفقاتها عبر إسناد تنفيذ بعض المهام إلى جهات أخرى. ■ البعض يعتبر خدمات التعهيد من الصناعات غير المرغوب فيها وتصدر إلى الدول النامية؟ - هذا المفهوم خاطئ.. فقد رصدت خلال زياراتى الخارجية خروج مظاهرات فى دول مثل فرنسا تطالب بعدم الاعتماد على كوادر من دول المغرب العربى فى تنفيذ تلك الأعمال، خاصة بعد الارتفاع الملحوظ فى معدلات البطالة بين الشباب الأوروبى جراء الأزمة المالية العالمية. ■ هل تتوقع ارتفاعا فى نمو أنشطة التعهيد فى السوق المحلية رغم الأزمة المالية؟ - وصل معدل النمو فى مصر إلى 25% خلال العام الماضى وهو أعلى من المتوسط العالمى والذى ينمو بنسبة 15% فقط، ورغم الأزمة الراهنة فإن النمو فى مصر سيصل هذا العام إلى 15%. ■ ما المشكلات التى تعترض نمو صناعة التعهيد حاليا؟ - لا توجد مشكلات جوهرية يمكن تحديدها وكل ما تطلبه الشركات القائمة، أعتبره من قبيل الرفاهية، فإذا طلبت مثلا من الحكومة حل مشكلة ازدحام طريق محور يوليو المؤدى إلى القرية الذكية فإن هذا سيكون من قبيل الرفاهية لأنه ليس من العوائق الجوهرية، وصناعة التعهيد بشكل عام لها طبيعة مختلفة عن قطاعات أخرى مثل البترول. ■ من الملاحظ أن الشركات العالمية تركز على القاهرة فى تقديم خدماتها العابرة للحدود.. فماذا عن نصيب باقى المحافظات؟ - أغلب الكوادر المدربة متوفرة بالقاهرة بحكم الكثافة السكانية، لكن هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، تجرى الآن دراسة لحصر أعداد الشباب المؤهلين للتحدث بلغات أجنبية وتحديد مواقعهم فى كل محافظة، لإعادة توجيه وتوزيع أنشطة ال«كول سنتر». ■ البعض ينتقد تركيز وزارة الاتصالات على أنشطة البرمجيات وتجاهل صناعة «الهاردوير».. كيف تقيم ذلك؟ - العالم كله يتجه نحو صناعة البرمجيات وليس مصر فقط، لأن القيمة المضافة فى «السوفت وير» أعلى بكثير وتخيل أن شركة بحجم «آى بى إم» الأمريكية كانت ترتكز فى الأساس على صناعة الهاردوير والآن تحولت أنشطتها بنسبة 80% إلى صناعة البرمجيات و20% لنشاطها القديم وهو مؤشر على توجه العالم نحو التخلى عن صناعة الهاردوير. ■ هل لديكم استعدادات خاصة لمواجهة كوارث انقطاع الكابلات خاصة أن «الكول سنتر» عادة ما يكون أكثر القطاعات تضررا؟ - لا توجد استعدادات خاصة بمراكز الاتصالات لأنها تعمل ضمن منظومة متكاملة وأعتقد أن وزارة الاتصالات لديها من الإجراءات ما يكفى لمواجهة مثل تلك الكوارث، التى تكررت بشكل غير مسبوق خلال العام الماضى وهو ما أضاف لنا خبرات كبيرة فى مواجهتها. ■ كيف ترى انقطاع الكابلات بهذا الشكل المثير للشكوك؟ - الأسباب غير واضحة ولا أعلمها بشكل دقيق لأن البعض يرجح تسبب الارتجاجات الأرضية فى انقطاعها وآخرين يحملون السفن مسؤولية قطع الكوابل وهناك من يعتقد بنظرية المؤامرة ورغم ذلك لا يوجد تفسير دقيق حتى الآن للموضوع. ■ هل تسبب انقطاع الكابلات فى خسائر لشركة أكسيد؟ - التأثر كان محدودا خاصة أن الانقطاع الأخير الذى حدث فى ديسمبر الماضى، لم يدم طويلا وتم اتخاذ إجراءات وقائية سريعة وتحويل المسارات عبر اتجاهات مختلفة، والشركة المصرية للاتصالات أوشكت على الانتهاء من مد الكابل «تى اى نورث» الذى سيمنحنا ميزة تنافسية رائعة وسينعكس على أسعار تعاقداتنا العالمية وستنتفع به أيضا الشركات الأخرى العاملة فى السوق المحلية. ■ ألم تفكروا فى طرح أسهم شركة اكسيد فى بورصة النيل؟ - «أكسيد» مملوكة للشركة المصرية للاتصالات، وهى بدورها مطروحة فى البورصة ونحن جزء منها أما طرح أسهم للشركة فى بورصة النيل فهو قرار يخص مجلس إدارة «المصرية للاتصالات» وهى التى تحدد توقيت ذلك، والشركة الآن تحقق نموا يصل إلى 50% فى العام، وأوضاعها المالية مستقرة بشكل كبير.