شهدت خدمات مراكز الاتصالات المعروفة باسم ال «كوول سنتر» نوعاً من حرق الأسعار، فى محاولة للحفاظ على تعاقداتها واستمرار عملياتها، وسط مخاوف من تأثرها بشكل كبير بتداعيات الأزمة المالية العالمية. وقال تامر بدراوى، المسؤول فى شركة راية القابضة، إن انخفاض أسعار خدمات مراكز الاتصالات يعد أمراً طبيعياً فى ظل المنافسة العالمية، مضيفاً أن الأسعار لا تعد عامل الجذب الحقيقى وإنما جودة الخدمات وتنوعها. من جانبه، أعرب شريف سامى، الخبير فى مجال الاستشارات، عن مخاوفه من تضاؤل عمل شركات مراكز الاتصالات المصرية فى الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية التى تأثرت بشكل كبير بالأزمة العالمية. وأشار إلى إمكانية تفضيل بعض الشركات الأمريكية والأوروبية تشغيل أفراد لديها والاعتماد على كيانات محلية، بدلاً من التوجه للغير فى مصر أو الهند أو الدول التى نشطت فى خدمات التعهيد، ومنها ال «كوول سنتر». وتشير التقديرات إلى أن هناك نحو 11 شركة تعمل فى مجال ال «كوول سنتر» محلياً، تقدم خدماتها للشركات فضلاً عن عدد من المراكز الخاصة بشركات تقوم بتقديم الخدمة لعملائها مثل «فوادفون»، و«إيكوانت» العاملة فى مجال الاتصالات. فى المقابل رأى الدكتور عادل دانش، رئيس شركة «إكسيد» العاملة فى مجال مراكز الاتصالات، أن سوق «التعهيد» بشكل عام والتى تعد مراكز الاتصالات أحد أبرز مكوناتها لاتزال كبيرة، وأن ما يقدم حتى الآن على المستوى العالمى لا يغطى أكثر من 5٪ من المطلوب. وأكد دانش أهمية تركيز الشركات العاملة فى هذا المجال على عملياتها الرئيسية، التى تدر عائداً جيداً فى ظل هذه الأزمة، مشيراً إلى أنه يمكن تنشيط الطلب المحلى على خدمات مراكز الاتصالات، مقترحاً أن تقوم الحكومة بتقديم بعض خدماتها عبر ال «كوول سنتر». ورأى أن مصر قد تستفيد أيضاً من الأزمة التى تعرضت لها اثنتان من كبريات الشركات الهندية فى مجال التعهيد وهما «ساتيام» و«ويبرو» اللتان طالتهما مخالفات تتعلق بالتزوير، مشيراً إلى أن الشركات الأوروبية والأمريكية ستعيد النظر فى ضرورة تنويع اعتمادها على الكيانات الهندية والتوجه لدول أخرى.
