استيقظت مصر صباح يوم 23 يوليو 1952 على بيان من الإذاعة يعلن قيام الثورة، وكل من شهد تلك اللحظة الخالدة يتخذ منها فرحة العمر التى لم يكن يتوقعها أحد.. يوم أن كانت مصر تعانى من بلاء الاستعمار، ووهن الملك.. وكانت الثورة هى الحلم.. وذهب فاروق.. وتنازل عن العرش.. والأحداث منقوشة فى ذاكرة مصر.. وأتى اللواء محمد نجيب رئيسًا ومعه جمال عبدالناصر والضباط الأحرار، ولعبت السياسة دورها.. وغادر نجيب لتتحدد إقامته فى قصر زينب الوكيل بالمرج.. وأتى جمال عبدالناصر رئيسًا وتحول الضباط الأحرار إلى وزراء.. وبدأت المسيرة.. وتم الجلاء، وشهدنا العدوان الثلاثى، ونكسة يونيو، وأثناء ذلك مساندة كل حركات التحرر وبداية عصر عدم الانحياز.. وعاشت مصر أيامًا لها أكثر من ترجمة، البعض يؤيدها والبعض ينتقدها!! واختلف الضباط الأحرار بعدما زاد وهج السلطة، واختفوا بالتدريج.. وكان المؤلم هو نهاية رفيق عبدالناصر (المشير عبدالحكيم عامر) منتحرا أو مخمورا.. لم يجزم أحد! ليدفن «ليلا» فى قريته (إسطال) وهو الوحيد الذى دفن فى قريته.. ولم يجد من ينصفه؟! ومات الضباط الأحرار واحدا تلو الآخر.. وبقى أولاد العم من آل محيى الدين تكلم الأول خالد محيى الدين، وكتب مذكراته بعنوان (الآن أتكلم) وظل ابن العم الثانى زكريا محيى الدين صامتا لم يتكلم!! وها نحن بعد سبعة وخمسين عاما من الثورة أتساءل ماذا بقى منها؟ وأين وثائق هذه الثورة؟ وكيف نقيّم من أريد بهم الانطواء؟ مثل عبداللطيف البغدادى وكمال الدين حسين.. ومن أعيدوا للتاريخ بحكم قضائى مثل يوسف صديق الذى قام ورثته برفع دعوى قضائية لوضع تمثال له أسوة برجال الثورة بالمتحف الحربى. إن التاريخ لن يرحم من يغيّب الحقيقة.. علينا أن نعيد البحث عن الوثائق وإنصاف وتكريم كل من أسدى لمصر خيرا! وليس من المعقول أن يكون فيلم «رد قلبى» هو المؤرخ لثورة يوليو المجيدة ولم تكن الثورة من أجل زواج إنجى من على (ابن الريس عبدالواحد)؟! أحمد محمود سلام- المحامى بنها- قليوبية
