فى صباح يوم 23 يوليو سنة 1952 كانت مصر على موعد مع القدر، حيث استيقظت على بيان يذاع فى الإذاعة يقول فى بدايته: من اللواء أركان حرب محمد نجيب إلى الشعب المصرى.. وكان من ألقى البيان هو أنور السادات، وكان هذا البيان نذيراً بفجر جديد بعد معاناة طويلة تحت ظل الاحتلال البريطانى، وحكم أسرة محمد على ممثلة فى ملك ضعيف لم يسع لإسعاد وطنه، وكان وهنه وفساده هو وحاشيته من أسباب قيام الثورة، التى توالت أحداثها سريعة ومؤثرة لتغيير الحياة السياسية فى مصر حيث تنازل الملك فاروق عن العرش لابنه الأمير أحمد فؤاد وتشكل مجلس للوصاية على العرش وفعلياً كان زمام الأمور فى يد مجلس قيادة الثورة المكون من احدى عشر ضابطاً من ضباط الجيش المصرى بقيادة جمال عبدالناصر وقد استعان الثوار باللواء محمد نجيب لتكسب الثورة تأييداً ومصداقية سيما أنهم كانوا جميعاً دون الخامسة والثلاثين من العُمر!! ومضت الثورة فى سبيلها حيث أعلنت أهدافها الستة وأولها القضاء على الإقطاع، والقضاء على سيطرة رأس المال، وإقامة حياة ديمقراطية سليمة، وكذا عدالة اجتماعية سليمة. أعلنت الجمهورية وكان اللواء محمد نجيب أول مصرى يحكم مصر منذ قرون.. وتم جلاء الإنجليز عن مصر 1954 واختلف الثوار مع نجيب ليعزل من الحكم وتحدد إقامته ويتولى جمال عبدالناصر، رئاسة الجمهورية وتستمر الثورة من نجاح إلى نجاح حيث تم تأميم قناة السويس ويأتى الرد بالعدوان الثلاثى الغاشم على مصر سنة 1956 ثم تلاحقت الأحداث والقرارات حيث تم التأميم وإنشاء المصانع والسد العالى وتحدث نكسة يونيو سنة 1967 ويتم إصلاح الأمر بمحاكمة من تسبب فى النكسة وتبدأ حرب الاستنزاف ويعدو عبدالناصر ويُصيب ويخطئ كشأن كل البشر إلى أن وافاه الأجل المحتوم فى 28 سبتمبر سنة 1970 واليوم بعد 58 عاماً من الثورة هل تبقى منها شىء أم أنها ماتت مع جمال عبدالناصر؟! أحمد محمود سلام - بنها