النتائج الأولية تظهر تقدم ولد عبدالعزيز نحو رئاسة موريتانيا.. وأنصاره يحتفلون

أظهرت النتائج الأولية لعملية فرز الأصوات فى الانتخابات الرئاسية الموريتانية التى جرت أمس الأول، تقدم محمد ولد عبدالعزيز الرئيس المستقيل للمجلس الأعلى للدولة (المجلس العسكرى)، الذى قاد انقلاب 6 أغسطس الماضى، فيما ندد مرشحو المعارضة ال 4 الرئيسيون للانتخابات بما وصفوه ب«مهزلة انتخابية».
وأعلن مصدر فى وزارة الداخلية الموريتانية أمس، أن عبدالعزيز حصل على 52% بعد الانتهاء من فرز 61% من أصوات الناخبين. وأضاف أنه فى حالة تأكيد هذا التقدم رسميا،ً فلن تكون هناك حاجة إلى جولة إعادة.
وبعد تأكد تقدمه، قال ولد عبدالعزيز أمام أنصاره: «أهنى طاقم حملتى الانتخابية على العمل الجبار الذى مكننى من الحسم فى الدور الأول»، وتعهد بمحاربة الفساد وتنمية موريتانيا وضمان رخاء سكانها.
وفى المقابل، أعلن 4 من المرشحين ال 9 فى الانتخابات الموريتانية رفضهم النتائج، واعتبروها «مهزلة» ترمى إلى إطالة عمر الانقلاب.
وأصدر المرشحون ال 4 بيانا، رفضوا فيه «النتائج المعدة سلفاً»، وقالوا فيه إنه تم التلاعب بإرادة الشعب الموريتانى، وأنهم تأكدوا من التجاوزات «التى شملت التزوير المكشوف واستغلال وسائل الدولة، وشراء وتزوير بطاقات الناخبين».
وطالب البيان - الذى وقعه كل من أحمد ولد داداه ومسعود ولد بلخير وأعل ولد محمد فال وحمادى ولد أميمو - اللجنة المستقلة للانتخابات ووزارة الداخلية الموريتانية والمجلس الدستورى، بعدم التصديق على نتائج الانتخابات التى يتجه ولد عبدالعزيز إلى إعلان نفسه فائزا فيها بعد فرز أكثر من نصف ثلث الأصوات.
كما طالب البيان أمس، المجموعة الدولية بتشكيل «لجنة للتحقيق» فيما قالوا إنها «الخروقات» التى شابت الانتخابات التى أجريت أمس الأول. ودعا المرشحون الشعب الموريتانى إلى التعبئة حتى إفشال ما سموه «الاستمرار فى الانقلاب».
يأتى هذا فى وقت بدأ فيه أنصار ولد عبدالعزيز فى الخروج إلى الشوارع للاحتفال بما اعتبروه انتصارا كبيرا لمرشحهم.
كان أكثر من 320 مراقبا دوليا من عدة منظمات، منها الأمم المتحدة والجامعة العربية والمنظمة الدولية للفرانكفونية وتجمع دول الساحل والصحراء واتحاد المغرب العربى بجانب فرنسا وإسبانيا، أشرفوا على الانتخابات.
لكن المراقبين الدوليين والمحليين لم يتلقوا شكاوى بوجود تلاعب أو عمليات تزوير، حيث قال محمد صالح النظيف رئيس اللجنة الدولية لمتابعة اتفاق داكار التى تتولى أيضا مهمة مراقبة الانتخابات الرئاسية، إن اللجنة لم تتلق شكاوى ولم تلاحظ تلاعبا فى عمليات التصويت.
وأضاف أمس الأول أن كل المؤشرات تشير إلى أن الانتخابات تمت فى ظروف مقبولة لم تشوبها خروقات تنال من مصداقية الانتخابات.
وتعد هذه الانتخابات الأولى من نوعها منذ أطاح ولد عبدالعزيز بالرئيس سيدى ولد الشيخ عبدالله فى انقلاب غير دموى فى أغسطس عام 2008. ومن المتوقع أن تصدر النتائج النهائية خلال ساعات.
ولم يشر إلى وقوع أى حادث يذكر خلال إجراء الانتخابات الموريتانية، باستثناء تبادل لإطلاق النار حدث مساء الجمعة فى نواكشوط بين رجال الشرطة و2من مقاتلى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الاسلامى.
وأعلن مدير أمن الدولة وكبير المفوضين محمد الأمين ولد أحمد أن «الشخصين اللذين اعتقلا هما قتلة الأمريكى كريستوفر ليجيت» الذى لقى مصرعه الشهر الماضى فى نواكشوط.
وأضاف أن المعتقلين «ينتميان إلى خلية من 4 أشخاص اعتقلوا جميعا، وقد اعتقل 2 منهم فى 27يونيو»، وتابع قائلاً «لقد أتوا من معاقل تنظيم القاعدة فى شمال مالى».
كان تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى أعلن مسؤوليته عن قتل الأمريكى. ويضم التنظيم مئات من المقاتلين ويتمركز خصوصا فى الجزائر، لكنه وسّع عملياته منذ عامين فى موريتانيا ومنذ بضعة اسابيع فى شمال مالى.