الزكاة والتزكية هذا كتاب صغير الحجم، ولكنه عميق المغزى، فهو يتحدث عن «الزكاة» و«الصدقة» لا بالتعريف الشائع، ولكنه يعود بها إلى أصلها النفسى الذى يسيطر على الإنسان وهو يستشهد بالآيات القرآنية التى ورد فيها لفظ «زكاة» أو «صدقة»، ويعرض الآية التى جاءت بها وما سبقها وما لحقها من آيات، حتى يوضح السياق المعنى، وحتى كلمة «أوتو» التى تعطى معنى الإيتاء، فإنه يوضح أن القرآن يستخدمها فى «الفضل» والعهد والخير، ولا يفهم من هذا أنه يضائل من الزكاة والصدقة بالمال، ولكنه يرد الأمور إلى أصولها، فالأصل هو التزكية فهى التى تدعو للدفع، وهى التى تضفى على المدفوع صفة تميزها عن الضرائب أو الرشا أو غيرها. والمؤلف رجل جعله الله مفتاحًا للخير، فهو يسعى إليه حيثما كان، ويعمل لتحقيقه وإشاعته معتمدًا على ما آتاه الله من إمكانيات، ومن ذلك مؤسسات للتعليم والعلاج والبحوث، وقد بيِّن المؤلف جوهر الإسلام فى كلمات بينة وأسلوب سلس، وأن هذا الجوهر سما بنفوس المسلمين حتى انتصروا فى نصف قرن على نصف العالم، الأمر الذى كان مثار دهشة وإعجاب نابليون. لهذا لا يكون من العجيب أن يتسم الكتاب بعاطفة عميقة وإحساس مأساوى بما آل إليه المسلمون نتيجة بعدهم عما أراده الإسلام الحق، وهى عاطفة كادت أن تموت فى النفوس بتأثير غلبة الباطل وقوة الظاهر واكتساحات العولمة. تأليف: سعيد بن أحمد آل لوتاه الناشر: المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم 133 صفحة الوظائف الإدارية.. بين الإدارة الإسلامية والإدارة العامة كان مؤلف هذا الكتاب رئيسًا لقسم القانون العام بكلية الشريعة والقانون بدمنهور، وإن لم يدخل هذا المنصب من باب الأزهر، ولهذا تجرد من الشنشنة الأزهرية، فقد كان ضابطاً برتبة عقيد عندما زهد أو حتى استوحش الخدمة العسكرية وتحول للدراسة الجامعية، ومن هنا فإن له قاعدة ثقافية مدنية. كما أن له بحكم وضعه الخاص قاعدة دينية، ومع أن الكتاب مرجع لطلبة كلية جامعية فقد تجرد من الجفاف و«المدرسية» التى تتصف بها مثل هذه المراجع، وهو يقدم صورة كاملة للإدارة العامة فى المفهوم السائد، وهو عادة المفهوم الأوروبى، ثم يقدم الصورة الإسلامية وما تقوم عليه من «منهج عقدى» وخصائص المدرسة الإسلامية فى التنظيم وأصوله ومبادئه من القرآن والسُنة، وضوابط التنظيم الإدارى الإسلامى من تكافؤ الفرص والرقابة والتفويض والمرونة. ومما يلفت النظر أن معظم الأصول والمبادئ والقواعد التى اعتمد عليها إنما تعود إلى عهد الرسول والخلفاء الراشدين، أما ما جاء به التاريخ السياسى الإدارى الإسلامى فإن المؤلف لم يتعرض له، إما لأن العهد المتخلف لا يضع الأصول والمبادئ أو لأن ظلمات هذا العهد حالت دون إبراز معالمه وقسماته الإدارية والتنظيمية. تأليف: د. فرناس عبدالباسط البنا الناشر: لوتس للطباعة 320 صفحة سقوط الأنظمة الشمولية فى أوروبا الشرقية تبين لينين أن اشتراكيته لن تظهر فى أكثر البلاد تقدمًا فى الرأسمالية، ولكن فى أضعفها، لأنها الحلقة الضعيفة، وقد أثبت التاريخ أن الثورة على الاشتراكية اللينينية تبدأ فى أضعف حلقاتها، وليس فى أقواها، فتحدث فى أوروبا الشرقية، قبل أن تتهاوى نهائيًا فى الاتحاد السوفيتى. ومؤلف هذا الكتاب شاهد عيان، كان له حضور، يكاد يصل إلى درجة المشاركة وإن كانت جزئية فى الأحداث التى أفضت إلى سقوط الأنظمة التى كانت قائمة حتى 1989 فى أربعة بلاد (بولندا والمجر وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا الشرقية). ويتضح من الأحداث، كيف أن الطاقات الشعبية الكامنة والمكبوتة كانت هائلة وإن انتفاضات الجماهير وتحركاتها كانت هى العامل الداخلى الحاسم فى إسقاط الديكتاتوريات البيروقراطية التى كانت تبدو بالغة القوة والبأس. وكان هذا الحضور الجماهيرى، هو العامل الأساسى فى سد الطريق أمام محاولات قوى اليمين المتطرف لدفع البلاد إلى منحدر الفاشية ولايزال حضورها هو الضمان لاستكمال إقامة نظم دستورية، تجعل من وعود الاشتراكية المتحضرة أقرب منالاً. ولعل أكثر هذه التجارب «ثورية» وشعبية ما حدث فى بولندا التى تعد أقوى دول المنطقة حين قادت نقابة شعبية «تضامن» الثورة واكتسبت النقابة تأييد الشعب واكتسحت انتخابات يونيو 1989، وأصبحت ومصداقاً لما تنبأت به يومًا فى الماضى القديم (روزا لوكسمبرج) عن «تلقائية الجماهير» وأصبح ليز فاليشا بطلاً جماهيريًا فى العالم أجمع. تأليف: تيموثى جارتون آش ترجمة: مجدى نصيف تقديم: سعد زهران الناشر: مختارات مترجمة 242 صفحة